وتابع المفتي قبلان "لقد أفلسوا الدولة جراء سياساتهم ومزاريبهم وهدرهم وتكاذبهم، واليوم يبكون ويتباكون على أطلالها بعنوان الانهيار، وضرورة منعه ولو على حساب رواتب الناس ولقمة عيشهم، متناسين أنهم هم من سرق وهدر ونهب، وهم من راكم الدين العام، وشرّع أبواب المؤسسات والإدارات أمام الفساد والرشا والتوظفيات العشوائية والمصلحية"؛ مؤكداً أن "البلد ذاهب إلى الخراب إذا لم تتغيّر العقلية السياسية والذهنية السلطوية، فليتراجع الجميع عن أهوائهم وغاياتهم وارتهاناتهم، وليضعوا كل جهودهم وإمكانياتهم من أجل قيام دولة تكون في خدمة إنسانها، وقادرة على تحقيق طموحاته في معالجة أوضاعه الاقتصادية والتنموية والبيئية وتحسين ظروفه المعيشية، وتأمين فرص العمل، ومعالجة قضية النازحين التي تعتبر من أكبر المخاطر على الكيان والصيغة، والتي تحتاج إلى أكبر قدر من التنسيق مع الحكومة السورية".
ودعا "إلى وقف الخطابات الهابطة والتغريدات البهلوانية السخيفة والمواقف التحريضية التي لا ترقى إلى مستوى الرجال الشرفاء والأنقياء، والتي من شأنها تعقيد الأمور واستدراج الشارع، ورفع وتيرة الانقسامات الطائفية والمذهبية، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى الوحدة والتهدئة والتروي. كما نطالب الجميع بإفساح المجال أمام مساعي الحلول، لعل ما يطرح من أفكار يؤدي إلى ولادة الحكومة التي لا ينبغي أن تتأخر أبداً، على الرغم من أنها قد لا تكون خشبة الخلاص، لأن الأرقام مخيفة، والمشاكل والمصائب في هذا البلد تجذّرت في النفوس وعلاجها بات يحتاج إلى معجزات نسأل الله أن يهدينا إليها".