واعتبر، في احتفال تأبيني في بلدة طبشار البقاعية في حضور الوزيرين السابقين علي عبدالله وفايز شكر، أن "الدنيا ليست بوطن، ومن أراد أن يعيشها لا بد من أن تفجعه الأيام. والأمر الآخر أن الدنيا هي دار عمل ودار تعب، هي سباق أيام وحصاد سنين وباب على عالم آخر، هي مزرعة لما تؤول إليه، فإذا مات ابن آدم وجد ما زرعه. الأمر الثالث أن الدنيا فرصة وهي سوق أرباح لمن أراد الله، هي مشروع استثمار للذات والأهل والولد والإمكانات والطاقات، ومن زرع هنا حصد هناك. الأمر الرابع، أنت من الله بمقدار الفعل والسلوك الذي يعكس إرادة الله فيك، وهو لا يكتفى بالصلاة والصوم وغيرها من العبادات، بل بممارسة الحياة كميدان لله، بكل المجالات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والمالية وغيرها دون فصل، وهو ما يفرض علينا اليوم وغدا أن نكون صوتا للحق، وجندا للحقيقة في كل مصالح إنساننا وبلدنا وأهلنا، ومنه ضرورة تكاتفنا لتأكيد العدالة ولا سيما العدالة السياسية".
ورأى أن "ما نحن فيه من فشل اجتماعي وجريمة وسجون مكتظة وفقر وصفقات وظلم شامل سببه السلطة الفاسدة والمجتمع المريض، لذلك يجب أن نكون محورا مركزيا في تيار محاربة الفساد السياسي، أن نكون مقاومين بكل ما للكلمة من معنى، على طريقة محاربة الفشل السياسي بكل الأدوات الممكنة، لأن ما نحن فيه وخصوصا أهل البقاع سببه سلطة المزارع وليس الدولة العادلة".
ولفت إلى أن "وظيفة الدولة تنمية مواطن وتأمين حقوق المواطن وخصوصا في منطقة البقاع، وليس ترك المواطن وإهماله ثم الإجهاز عليه، ومنه ضرورة معالجة قضية إهمال البقاع التاريخية، وخصوصا قضية تحويل الشباب اليوم إلى أرقام بمذكرات التوقيف، وهذا يفرض على أهل السلطة الشروع الجدي في موضوع العفو العام، لأن المكابرة في هذا المجال تعني انعدام السلطة وانتحارها، كما أن المشكلة الأمنية هي جزء من المشكلة الاجتماعية وسبب رئيسي لفشل السلطة، لذا على الدولة أن تكون حاضرة بمؤسساتها وبرامجها التنموية والإنتاجية بالسياق عينه، في حضورها الأمني، وإلا فإنها تعاقب أهل البقاع مرتين".
وأكد "دعمنا للجيش ومؤازرته، على قاعدة الدمج بين التنموي والأمني، لحماية البقاع وخصوصا أن البقاع شريك أساسي فى تحرير لبنان، ونصر تموز والانتصار الكبير على التكفيري، فاحفظوا البقاع أيها الساسة حتى تحفظوا، لأن خسارته تعني خسارة السلطة العادلة فى لبنان، كما أن قضية تشكيل الحكومة هي قضية بلد وإنسان ومصالح شعب ووطن مقاوم، وليست فاتورة إقليمية أو شركة خاصة، لذلك لا يجوز أن يخسر الشعب حقيقة التمثيل البرلماني، وقضية أنا وأنا وأنا خلت البلد على الحديدة، وحولت الدولة إلى مزرعة ونحن لسنا بوارد خيانة شعبنا وناسنا، وخصوصا أهل البقاع".
وأضاف: "البلد بلدكم، والناس ناسكم، والمطلوب دولة بحجم مأساة إنساننا، دولة بحجم الدماء المقاومة التي استعادت لبنان من يد واشنطن وتل أبيب، وسحقت أخطر مشاريع التكفير الدولية. لذلك المطلوب استثمار إمكانات الدولة في البقاع، وليس بالصفقات، لان رواد التحرير هم هنا وليس بالوكالات الاحتكارية كما في مناطق أخرى فى لبنان".