وقال العلامة الغريفي في حديث الجمعة بمسجد الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول في العاصمة المنامة، إن عام ميلادي مضى يحمل أوضاعًا في غاية التعقيد، فالعالم تزدحم فيه الحروب والصِّراعات المدمّرة، وتهيمن عليه أجواء الرّعب، والعنف والتطرف والإرهاب،حيث لا يوجد أمن واستقرار، ولا تعايش، وسلام ومحبَّةَ ولا تسامحَ، ولا وِحْدةَ، ولا تآلف. وأشار سماحته أيضاً إلى أن عام ميلادي مضى وكثير من الأوطان والشعوب يهددها الفقر، والبؤس، والجوع، والحرمان فأوضاع المعيشة في غاية السوءِ والتهاوي، والانهيار حيث إن البطالة تنهش أوصال النَّاس، والحرمان يلاحق كلَّ حاجاتِهم وغلاء الأسعار يرعبهم والضرائب قد أثقلت كواهلَهم في الوقت الذي صرخاتهم، واستغاثاتهم، ونداءاتهم قد مَلأت الدُّنيا، ولا مجيب.
ورأى العلامة الغريفي أن الانسان أصبح مأسور لكلِّ الأوضاعِ البائسة، والخيارات الطائشة، فها هي الشّعوب في أوطان كثيرة تتعالى صرخاتها، تبحث عن لقمة عيش، ولا مجيب. مؤكداً على أن أصوات الخير موجودة في كلّ زمان ومكان، وصيحات العدل والإصلاحِ ودعوات المحبّة والتَّسامح ومشاريع البناء، والتَّغيير وخيارات الوحدةِ والتَّآلف ومسارات الأمن، والأمان ونداءات الاعتدالِ كلها موجودة. وأضاف ” كل هذه الأصوات، والصّيحات، والدعوات، والمشاريع، والخياراتِ، والمساراتِ، والنِّداءاتِ موجودة بكلِّ تأكيد، ولا يصح أن نظلم أصحابَها، إلَّا أنَّ المسارات الأخرى المضادّة هي الأقوى فيما تملك من إمكانات، وقدرات هَيمنَة على أوضاع العالم.”
وتساءل سماحته ما إذا كان العام الجديد سوف يحمل أثقال وأتعاب وارهاقات وأزمات وخيارات وسياسات واحباطات وصراعات عام مضى، موضحاً أنه وفي مطلع كلِّ عام جديد لا بدَّ من (وقفة مُرَاجِع) وقفة جرد، وحساب لكلّ (المسارات الثَّقافيَّة، والأخلاقيَّة، والاجتماعيَّة، والسِّياسيَّة، والحقوقيَّة، والاجتماعيَّة، ولكلِّ مسارات الواقع الذي يعيشه الإنسان) وهي مطلوبة من الأفراد والجماعات والكيانات والمؤسسات والأنظمة والدول الحاكمة.
وقال إنه ومن خلال هذه المراجعة في نهاية كلِّ عام، هناك إحدى ثلاث نتائج:
النَّتيجة الأولى: الفشل الكبير!
النَّتيجة الثَّانية: الفشل الجزئيُّ
النَّتيجة الثَّالثة: النَّجاح الكبير
واعتبر العلامة الغريفي في كلمته، أنه كم هو خطير على كلّ واقعنا الفردي، والاجتماعي، والسِّياسي، والاقتصاديِّ، وفي كلِّ مساحات الواقع أنْ تكون (المراجعة) غير جادة وصادقة ونزيهة ورشيدة. فالمراجعة ووفق سماحته لا تضع يدها على الأخطاء، والمفاسد والمنزلقات، وبالتّالي يبقى الخطأ، ويبقى الفساد، وتبقى التوترات، والتَّأزُّمات. وهكذا يكون الإنسان هو الضحية والأوطان والشعوب هي الضحية.