وقال الخالصي في بيان "لا يخفى أن التحركات العدوانية الأخيرة على العراق هي تصعيد بربري أهوج وامتداد استفزازي ترامبي أرعن للغزو السابق منذ ما يقرب من عقد ونصف، انما تختلف عنه فقط في افتقارها الأشد حتى للحجج الواهية والمبررات الكاذبة التي ساقها بوش لعدوانه الفاضح حيث لا كذبة كأسلحة الدمار الشامل، ولا حجة في وجود نظام استبدادي اثار حروباً مع الجيران، بل حكومات وبرلمانات متعاقبة على مرامها فاسدة حتى العظم حسب اجندتها ووفق عمليتها السياسية والمؤسسات الدستورية المفروضة واتفاقيتها الأمنية الاستراتيجية المفضوحة إلى درجة استحال معها الحصول على اي تخويل دولي لعدوانها العتيد، مما ينم عن ضعف أكبر في الحجة والتبرير وبغي في العدوان أشد وأشرس، مما يدمغها بالعدوان الباطل بامتياز، ويخوّل الشعب المعتدى عليه بحق المقاومة المشروعة بجميع انواعها السلبية والايجابية، ويدين المعتدي بوجوب الجلاء الفوري، وتحمّل دفع التعويضات عن جميع الأضرار السابقة واللاحقة المترتبة على الغزو العدواني الوحشي، الذي يكشف عن غرضين عبثيين خبيثين في غاية الخطورة، وهما أولاً وبالذات تقويض مرتكزات أساسية لشعوب المنطقة ودولها وثرواتها، وفي مقدمة هذه المرتكزات هوية المنطقة المتمثلة في دينها الاسلام المجسد لمنعتها ومناعتها ضد جميع الأخطار على مدى الأعصار".
وأشار الخالصي، إلى أن "الغرض الثاني حماية الكيان الصهيوني العنصري الدخيل وتسليطه على مقدرات المنطقة بكل الوسائل باعتباره القاعدة الاستيطانية المتقدمة للقوى الاستعمارية العنصرية المعادية"، ماضياً إلى القول إن "هذه الأغراض المريضة وأمثالها بات يصرّح بها بلا خجل غلاة الصهاينة الأميركان منذ أن تحوّل البيت الأبيض إلى وكر صهيوني بإدارة رأس الرمح الصهيوني ترامب البغيض حتى من شعبه وحزبه".
وأضاف، أنه "بناءً على ما مر ولشدة خطورة الأمر، فإن مقاومة القوات المعادية واجب شرعي على الجميع، حكومةً وشعباً، كل حسب قدرته وموضعه واستطاعته، أما المقاومة السلبية بمعنى المقاطعة المطلقة للقوات الغازية ومن يمت لها بصلة من مسؤولين ومترجمين وغيرهم فواجب عيني يُحرم التورط فيه، وأخذ الأجرة عليه، فإنها سُحت وحرام، اشد حرمةً من الربا وأجر الباغية".
ولفت إلى أنه "من الواجب العيني على العلماء والمراجع والخطباء وأئمة المساجد والوعاظ والمثقفين وجميع الاعلاميين والمعلمين والمدرسين بيان هذه الأحكام للناس، والساكت عن ذلك يشارك في الإثم وعليه وزر الذين يضلونهم بالسكوت والمداهنة، ومشمول بتحذير الله تعالى في قرآنه الكريم بأشد العبارات في آيات متعددة".
وتابع، أنه "من الواجبات الحتمية على المسؤولين بالذات استثمار هذا العدوان الغاشم، والغدر الآثم الذي جرى بلا اي مبرر قانوني أو تخويل دولي لتفعيل المطالبة الشعبية والرسمية بجميع الاستحقاقات السابقة واللاحقة التي بذمة أمريكا جراء عدوانها، وتأكيد المطالبة بالانسحاب الفوري للقوات الأجنبية، وبضرورة إعادة النظر في العملية السياسية الجائرة وبالاتفاقية الأمنية التي نقضتها أمريكا في العديد من المواقف، لاسيما موقفها في اتخاذ العراق قاعدة للعدوان على الدول الأخرى، اضافة إلى ما تخطط له من استمرار البقاء في العراق وتحويله كله الى معسكر أمريكي دائم بهدف التحكم في المنطقة والعدوان على سائر الاقطار، كما جرى ذلك على لسان ترامب أكثر من مرة".
ودعا المسؤولين إلى إعادة النظر بالاتفاقية الأمنية بين العراق وأميركا والمطالبة بجميع الاستحقاقات التي بذمة أميركا جراء "عدوانها".