جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الورشة التطويريّة التي أُقيمت في العتبة العبّاسية المقدّسة التي اشترك فيها جمعٌ من كتّاب مدوّنة الكفيل، ومن أهمّ النقاط التي ركّز عليها سماحته كذلك:
- اللّغة العربيّة من اللّغات الحيّة، وهذه اللّغة للأسف بدأت تتراجع بسبب عدم حمل أهلها لها بالمستوى اللائق.
- اللّغة تحتاج الى متحدّثٍ بها ومسوّق، وتحتاج الى محبٍّ لها ومدافعٍ عنها.
- القرآن الكريم هو الذي حفظ لنا هذه اللّغة، وعلينا أن نسعى جاهدين من أجل أن نرسّخ طراوتها وحلاوتها.
- عندنا مشكلة في النصوص الأدبيّة القديمة، وهي أنّها قد لا تكون مفهومة عند أغلب شبابنا بسبب سطحيّة المعلومة لديهم وبسبب قلّة قراءتهم للمصادر.
- شتّان بين واقع اللّغة العربيّة وما هو موجود في الوقت الحاضر.
- الإنسان قد يُجيد إعراب الكلمات بشكلٍ جيّد، لكن ليست المشكلة هذه، إذا حلّها حلّ اللّغة، المسألة ليست هذه وإنّما هناك فهم للّغة العربيّة، إذا لم يكن دارساً محبّاً لها بشكلٍ جيّد ستفقد هذه اللّغة بعض ما لها من خصوصيّات.
- هناك أسلوبٌ عند النّحاة يُسمّى أسلوب المجاز، ومعنى المجاز أن الإنسان يستعمل اللفظ في غير موضعه.
- من النكات العلميّة عند العرب أنّ البعض يقول هذا الاستعمال المجازي ليس استعمال اللفظ في غير موضعه.
- اللّغة العربيّة فيها هذه الجاذبيّة والروحيّة، وصارت هناك معركة في المجاز المشهور والمجاز عند السكّاكة، مثلاً بعضهم يقول: لا يوجد مجاز أصلاً وكلّ هذا استعمالٌ حقيقيّ، مثل هذه المعلومات حقيقةً الإنسان قد يجد لذّةً في التعامل معها مهما كان محبّاً للغته.
- نحتاج الى حالة من الرجوع الى اللّغة العربيّة الأصيلة، بأن نكثر من قراءة النصوص العربيّة بلا لحنٍ وبلا هجنة تدخل بها ألسنة الآخرين فتُفسد اللّغة.
- عندما نرى القرآن ونقرأ نهج البلاغة نجد هناك تقارباً في ألفاظ أمير المؤمنين(عليه السلام) وحتّى ألفاظ الصحيفة السجاديّة، نجد تقارباً في الصياغة وفي النَّفَس وفي طريقة الكلام، فمطالعةُ هذه الكتب تنفع في تقويم الإنسان من جهة ومعرفة بعض أسرار العربيّة من جهةٍ أخرى وكلّها نفع.
- التشجيعُ على الكتابة -كما هي المهنة التي أنتم تجيدونها-، الإنسان عندما يعبّر عن مقاصده تارةً يعبّر بالخطاب وتارةً يعبّر بالكتاب، والكتابة بها ميزةٌ هي أنّها تبقى حتّى بعد صاحبها وتعلّم الآخرين كيف يكتب، وأسلوب الكتابة أسلوبٌ نافع.
- الاهتمام بقواعد الكتابة -ومن خلال خبرتكم- الإنسان يُمكنه أن يلاحظ نفسه قد كتب قبل سنة ويلاحظ الفارق ما بين كتابته الآن وما قبل سنة.
- هناك تطوّرٌ واضح في مسألة الكتابة فهي تحتاج الى مرانٍ وتدريب، والإنسان لا ينكفئ من أوّل محاولةٍ إذا قيل له أنّ هذه المحاولة فيها إشكالات.
- الوضع الطبيعيّ أنّ الإنسان لا يُخلق كاتباً، إنّما يبدأ يتعلّم شيئاً فشيئاً الى أن يُصبح ويُضحي ويُمسي كاتباً.
- المقصود بالخطاب هو قدرة الإنسان على أن يبيّن مقاصده شفاهةً، وهذه مهمّة جدّاً فالإنسان في بعض الحالات وقته ضيّق ومطلوبٌ منه أن يبيّن، فلابُدّ أن يتعوّد على أن يختصر الكلام للحفاظ على المعنى.
- اشتهرت في معاجز النبيّ وأمير المؤمنين(عليهما الصلاة والسلام) قصارُ الكلمات، كلمةٌ قصيرة ولكن مؤدّاها واسع.
- الإنسان الخطيب يبدأ يحوم حول المقصد ولا يستطيع أن يخرج منه، بحيث يوجد لبس على السامع وهو أصلاً عنده لبس في الفكرة، فعليه أن لا يتصدّى إلّا أن تكون الفكرة عنده واضحة، ويعوّد نفسه على أن يكون خطيباً ولا يعوّد نفسه على أن يكون مستمعاً، وهذا مطلوب.
- يحتاج الإنسان أن يتعلّم من الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، فهم كانوا لا يُجارَوْن في الفصاحة، والإمام زين العابدين يعتبرها إحدى الميزات لأهل البيت(عليهم السلام) أن فُضّلوا بمسألة الفصاحة فضلاً عن السماحة والأدب، فلم يكن فيهم أحدٌ علق عن الكلام بل الآخر كان يتجنّب الأئمّة في الخطابات المُسكِتة.
- عندما نطّلع على مواقع التواصل الاجتماعيّ ونرى كيف يكتب الآخرون ويعبّرون، حقيقةً نُصاب بالإحباط فثقافة أغلبهم ثقافة غير رصينة، وكتابة مملؤة بالأخطاء فضلاً عن أنّه لا توجد فحوى ولا يوجد مضمون، بل هناك كلماتٌ الإنسان يتقزّز منها، وطبعاً هذه الثقافة مهيمنة علينا.
- الإنسان عندما يطّلع على أمثال المدوّنات يشعر بالأمل، الآن في مقابل هذا الكمّ الذي هو عادةً غثّ في مقابله يوجد كمّ ونوعٌ هو سمين ناشئ من هذا الفارق.
- الإكثار من الكتابة ومن المواقع الهادفة سيُلبّي حاجة الآخرين أن يكتبوا وأن يتعلّموا، وزكاة العلم هو تعليمه، فلابُدّ أن تعلّموا الآخرين لا أقول الأمر لكن الإنسان عندما يكون سخيّاً في نفسه يستطيع أن يعلّم الآخرين ولو بعد حين.