عقدت الهيئة الإدارية في "تجمع العلماء المسلمين" اجتماعها الأسبوعي، تدارست خلاله الأوضاع السياسية في المنطقة، اصدرت بعده بيانا اشارت فيه الى انه "لمن دواعي الشعور بالاشمئزاز أن ينظر الإنسان الشريف إلى شاشات التلفزة ليشاهد بعض المسؤولين العرب يجلسون جنبا إلى جنب مع رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وكأنهم يعلنون التخلي عن آخر ذرة من نخوة متبقية في نفوسهم إن كانت موجودة أصلا. إن الاجتماع التآمري الفاشل في وارسو والذي أعلن بوضوح تخلي الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية واعترفوا من خلاله بالاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، حاول أن يصور للعالم الإسلامي والعربي أن لا عداوة بيننا وبين الكيان الصهيوني، بل هناك وحدة مسار ومصير معه في مواجهة العدو الحقيقي لهم وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
اضاف: "إن قضية على هذا المستوى تهدف إلى تغيير معايير الحق والعدالة بتحويل الصديق إلى عدو وتحويل العدو إلى صديق، لا بد من الوقوف بوجهها والكشف عن خطورتها وتأثيرها على مستقبل أمتنا لأن فيها إلغاء لهذه الأمة وتحويلها من خير أمة أخرجت إلى الناس، إلى أمة تابعة، منقادة، ذليلة، مستسلمة، وهذا ما لا يمكن أن يرضى عنه الله ورسول والذين آمنوا بالدين والحق والإنسانية".
واعلن ان "المجتمعين في وارسو من الدول العربية والإسلامية لا يمثلون شعوبهم ولا دينهم، بل هم في تصرفهم هذا يخرجون من ربقة الدين ويفقدون الانتماء الوطني وسيذهبون إلى مزبلة التاريخ حيث مكانهم المناسب باعتبارهم خونة لله وللانسان وللقضية". معتبرا ان "هذا اللقاء مع كل الضغوط الأميركية التي مورست لعقده، جاء باهتا فاشلا، وقاطعته دول قريبة من الولايات المتحدة الأميركية لينتهي من دون بيان ختامي، لا لأنهم قد تخلوا عن الأهداف التي من أجلها عقد المؤتمر، بل لعدم استطاعتهم تحمل تبعات الإعلان الخياني عن دفن القضية الفلسطينية، فأجلوها إلى وقت آخر سيعلنون فيه عن تفاصيل صفقة القرن بعد أن كان متوقعا أن تصدر عن هذا الاجتماع".
واشار البيان الى ان "الفشل الذريع الذي دفع به المؤتمر يدل وبكل وضوح على فشل السياسات الأميركية، وعلى الانتصارات الباهرة التي حققها محور المقاومة والتي هي في تصاعد مستمر ولن يمضي الوقت طويلا حتى يعلن عن انجازات جديدة لهذا المحور في أكثر من موقع في العالم وخاصة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، وللدلالة على فشل مؤتمر وارسو خرجت اليوم الجماهير الفلسطينية في غزة في الأسبوع ال47 لفعاليات مسيرة العودة تحت عنوان (غزة عصية على الانكسار)، لتؤكد أن إرادة الجماهير في مكان وانصياع الحكام في مكان آخر، هؤلاء الحكام الذين إن لم يتراجعوا عن غيهم فإن الشعب لن يسكت عنهم طويلا وسيتخذ بحقهم إجراءات تنطلق من ثورات داخلية على أنظمة مهترئة وخائنة".
واعتبر ان "القمة التي عقدت في سوتشي لحل المسألة السورية هي دليل آخر على أن الإرادات الفاعلة ليست في وارسو، بل هناك حيث تجتمع الدول الراعية للحل في سوريا على أساس الحوار لا القتال والحرب والدمار، ونأمل أن تتكلل مساعيهم بالنجاح، وتخرج سوريا من أزمتها لنتفرغ جميعا لمواجهة الخطر الحقيقي على أمتنا المتمثل بالعدو الصهيوني".