وكان آية الله مؤمن يعاني من المرض لمدة طويلة، وهو كان تلميذاً للإمام الخميني الراحل (قدس سره).
وقبل سنة تحدث آية الله مؤمن عن سيرته وحياته وذلك في مقابلة اجراتها معه احدى الوكالات.
وهذا نص ماقاله عن سيرته...
"ان ثقافة جده الدينية كانت بسيطة لكنه كان انسانا متدينا وكان معروفا بـ الكربلائي حسين المؤمن. واشتهرت عائلته في قم المقدسة بلقب "مؤمن" وظل هذا اللقب فيما بعد للعائلة . وأضاف ، ان ثقافة والده هو الاخر كانت بسيطة الا انه كان انسانا متدينا ، وقال لي في احدى المرات: عندما تشرفت بزيارة كربلاء المقدسة طلبت من الله تعالى بشفاعة الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام ان تصبح طالبا في الحوزة العلمية إلا انه كان يعاني من صعوبات وضيق مالي. واستطرد مضيفا،كنت الابن الاكبر والولد الوحيد للعائلة في ذلك الوقت وكان يجب علي مساعدة والدي في الزراعة. عائلتنا كانت كبيرة وتتكون من 12 طفل من نفس الام والاب، وعلى الرغم من ان الجميع نشأوا في عهد الحكم الطاغوتي المقبور فانهم والحمد لله كانوا متدينين وان اصغر اخواني استشهد في عام 1978.
كنت ارغب كثيرا في الدراسة في الحوزات العلمية الا ان وضعنا المالي لم يسمح لي بتنفيذ ما اصبو اليه الا انه بعناية الائمة الاطهار عليهم السلام استطعت عندما بلغت 19 عاما من عمري ان ادخل الحوزة العلمية. وأشار آية الله الشيخ "المؤمن" إلى انه كان لدية استاذ جيد وملم في اختصاصه ومن اهالي محافظة آذربيجان الشرقية وتمكنت في ظل ظروف الحوزة العلمية في ذلك الوقت وبعد 8 سنين من بداية دخولي في الحوزة اي في عام 1956 من الوصول الى مرحلة درس الخارج في الفقه، في حين يفرض الوصول الى هذه المرحلة بعد عشر سنوات من الدراسة الحوزوية ، وبعناية الله تعالى اصبحت طالبا من طلاب درس البحث الخارج للامام الخميني (ره) كما قرأت الفلسفة في درس المرحوم الحاج مصطفى الخميني الذي كان متفوقا في هذا المجال.
واوضح ان الامام الخميني كان يبلغ حينها 60 عام الا ان نجله مصطفى كان شابا في الثلاثين من العمر تقريبا، وكان يحضر دروس والده الامام الخميني (ره) ويناقش والده في القضايا العلمية وبكل احترام بغض النظر عن علاقته مع والده. وتطرق عضو مجلس خبراء القيادة الى قضية نفي الامام الخميني إلى تركيا، وايصال رسالة آية الله الحائري إلى سماحة آية الله السيد محسن الحكيم (قدس سره) في عام 1963حيث أفاد بانه كان وبسبب حصوله على ترخيص الاقامة في العراق كان يتردد بين إيران والعراق، وكان يشارك بعد نفي الإمام في دروس آية الله داماد وآية الله الحاج مرتضى الحائري وبيّن بانه وفي احدى المرات عندما اراد ان يسافر الى العراق استدعاه آية الله الحائري، وقال له: ان الامام موسى الصدر متواجد حاليا في النجف الاشرف، وقل له نيابة عني بان يذهب الى آية الله السيد الحكيم ويذكر له بان آية الله "الخميني" الذي نفي الى تركيا هو من كبار المراجع في إيران وانه ابعاده خارج قم والى تركيا يعتبر اهانة للمرجعية الشيعية، ولاجل الوقوف امام هذه الاهانة اطلب عدم استمرار تواجده في تركيا وضرورة اعادته. واردف آية الله "المؤمن" منوها انه لم تتوفر له فرصة ملاقاة الامام موسى الصدر في النجف الاشرف لانه كان قد غادرها في وقت سابق، ولهذا ذهب لملاقات الحاج "نصر الله خلخالي". واضاف ، ان "خلخالي" كان مريدا ومخلصا كثيرا للامام الخميني الا انه قال انه لايعتقد بان هذا العمل له تاثير على هذه القضية ولهذا لا اعتقد بضرورة نقل هذه الرسالة الى آية الله السيد محسن الحكيم . اما حول قضية رسالة أعلام مرجعية الإمام الخميني (ره) من قبل جامعة المدرسين قال آية الله المؤمن، ان مرجعية الامام بدأت في زمن آية الله العظمى السيد بروجردي وتابع، ان قضية هذه الرسالة تعود بعد وفاة آية الله العظمى السيد الحكيم اي بعد عام 1969 او 1970. ان عدد من المدرسين في الحوزة واكثر اعضاء "جامعة المدرسين" في ذلك الوقت قرروا التوقيع على قرار اعلان مرجعية الامام الخميني (ره) . وقام 13 من المراجع العظام بالتوقيع على رسالة اعلان مرجعية الامام الخميني (ره). واشار آية الله "المؤمن" بانه قام بعدها بزيارة الامام في منزله الصغير في النجف الاشرف حيث كان قد استشهد في تلك السنة آية الله "سعيدي" في السجن ولم تكن جامعة المدرسين العلمية بقم المقدسة قد اعطتني هذه الرسالة لانقلها للامام الخميني (ره) ولهذا ذكرت له ذلك، الا انه غضب جراء هذه المبادرة، وانني اوضحت له بان جامعة المدرسين رات ضرورة وجود مرجع قادر على الوقوف امام "الشاه" بقوة وحزم وانهم اقروا هذه الموضوع.
وتطرق آيه الله "المؤمن" إلى موضوع اعتقاله ونفيه في عام 1973وقال لقد تقرر في هذه السنة نفي 25 شخص اغلبهم من قم ومن جامعة المدرسين.وبالطبع فان هذا الامر لم يتقصر على قم فقد فقد تقرر نفي قائد الثورة الاسلامية من مدينة مشهد المقدسة. كما تم نفي هؤلاء الـ 25 شخص بأستثناء شخصين وكنت واحد من هذين الشخصين، وجاءوا في نفس ذلك اليوم الى منزلنا لاعتقالي الا انني لم اكن متواجدا في المنزل في ذلك الحين وجاءوا الى منزل والدي الا انهم لم يفلحوا في اعتقالي وبقيت في منزل والدي عشرة ايام . وبقيت انا وآية الله انصاري شيرازي الا انهم جاءوا مرة اخرى في 8 نيسان 1974 واعتقلوني اولا ثم اعتقلوا آية الله انصاري الذي كان مثالا للتقوى والتواضع وسجنونا ليلة في مركز الشرطة وفي اليوم الثاني ابعدوني الى منطقة "شهداد" في كرمان وآية الله انصاري الى "الشتر" في خرم آباد.
الإمام الخميني (ره) يامر بتشكيل محكمة خاصة بـ "علماء الدين" لحفظ حيثية الروحانيين
واشار آية الله "محمد المؤمن" الى حضوره بصفة سكرتير في المحكمة الخاصة برجال الدين برئاسة المرحوم آية الله مشكيني ،وقال ان الامام الخميني دعا الى تشكيل محكمة خاصة بعلماء الدين على ان يتولى مسؤوليتها الروحانيون انفسهم. ونوه الى ان قرار الامام الخميني(ره) هذا كان يهدف عدم وقوع القضايا المتعلقة بالروحانيين الى غيرهم وحفظ حيثية المتهمين منهم. وقد تم بالفعل تشكيل هذه المحكمة في مدينة قم المقدسة التي تولت محاكمة الروحانيين المتهمين بالتعاون مع عناصر من السافاك. وتناول آية الله "المؤمن" إلى حضوره كنائب عن اهالي مدينة سمنان في مجلس خبراء القيادة ولفت الى ان هذا المجلس يتولى مهمة الاشراف على اعمال القائد من خلال وجود لجنة خاصة لمتابعة هذه المسؤولية. ولفت الى انه انضم الى هذا المجلس في 16تموز 1983 وبامر من الامام الخميني (ره) ولحد الان.