وخلال استقباله رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي والوفد المرافق له اليوم السبت، اشار سماحته الى الامتزاج العقائدي والثقافي والتاريخي بين الشعبين الايراني والعراقي وقال، ان العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق هي ابعد من كونها علاقات بين بلدين جارين وان ايران حكومة وشعبا تعتبر تقدم وسعادة العراق بانهما يصبان في مصلحتها الا ان الاميركيين وعلى النقيض من تصريحاتهم الظاهرية يعتبرون الديمقراطية ومجموعة الناشطين السياسيين في العراق حاليا بانها تضر بها وبناء عليه فانه على الحكومة العراقية العمل بحيث يخرج العسكريون الاميركيون من العراق سريعا.
واشاد قائد الثورة الاسلامية بالمواقف الذكية والحكيمة للسيد عادل عبدالمهدي تجاه قضايا العراق والمنطقة، ونوه الى الطاقات البشرية في العراق واضاف، ان من ضمن طاقات العراق البشرية، شبابه الذين ادوا اختبارا جيدا وجديرا بالاشادة في قضية مواجهة فتنة داعش وان ما وقع كان حدثا تاريخيا.
واعتبر آية الله الخامنئي العلماء والمفكرين العراقيين من الطاقات البشرية الاخرى للعراق واضاف، ان الاميركيين ومنذ بدايات تواجدهم في العراق قد قتلوا عددا كبيرا من العلماء العراقيين لانهم كانوا يعرفون قيمة هذه الثروة المهمة.
واكد بان الطاقات البشرية والمصادر الجوفية الغنية في العراق جعلته من اكثر الدول تاثيرا في العالم العربي واضاف، ان الاميركيين واذنابهم في المنطقة معارضون للاطار الديمقراطي الحالي والشخصيات والتيار الراهن في السلطة ويعتبرون ذلك بانه يضر مصالحهم.
ولفت الى انه لو اتبعت الحكومة والمسؤولون العراقيون اميركا فانهم لا يواجهون مشاكل من قبلها واضاف، ان الحكومة والبرلمان ومجموعة الناشطين السياسيين الحاليين في العراق يُعتبرون غير مرغوب بهم للاميركيين وبناء عليه فانهم (الاميركيون) يخططون لاخراج هذه المجموعة من الساحة السياسية العراقية.
واكد قائد الثورة الاسلامية بان تصريحات الاميركيين والسعوديين الظاهرية تناقض نواياهم الدفينة واضاف، انه حينما احتل داعش الموصل كانوا يمدونهم بالمال والسلاح والمعدات والان حيث دحر العراق داعش يظهرون الصداقة معه.
واشار آية الله الخامنئي الى تصريحات رئيس الوزراء العراقي حول تواجد فلول داعش في العراق واضاف، ينبغي الحذر تماما لانهم لو شعروا لحظة واحدة بوجود الضعف في الحكومة والشعب العراقي فانهم سيبداون جرائمهم مرة اخرى.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ، تواجد العسكريين الاميركيين في المنطقة بانه يضر دولها وشعوبها، مخاطبا رئيس الوزراء العراقي بالقول "اعملوا بحيث يسحب الاميركيون جنودهم من العراق سريعا لانه كلما طال تواجدهم العسكري في بلد ما فان طردهم يكون اصعب".
كما اعتبر هدف اميركا من التواجد في العراق بانه يتجاوز التواجد العسكري وقال، انهم يسعون للتواجد والمصالح بعيدة الامد وتشكيل حكومة كالحكومات العسكرية في بدايات احتلال العراق.
واشار الى تاثير التقدم العلمي في الاعمار والبناء في البلاد واضاف، انه وفقا للخبرة نعتبر التقدم العلمي في العراق ارضية للحصانة المستمرة في مختلف المجالات.
واعتبر المزيد من الصلات بين الحكومة العراقية والمرجعية امرا مفيدا جدا.
من جانبه اكد رئيس الوزراء العراقي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وشعبها وقفا دوما في الظروف الصعبة الى جانب الحكومة والشعب العراقي واخر مثال على ذلك هو انتصار العراق على داعش بدعم من الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ولفت عبدالمهدي الى انه رغم انهيار داعش من الناحية التنظيمية الا ان بقايا عناصره مازالوا متواجدين في العراق، مؤكدا بانه رغم كل هذه القضايا فان الشعب العراقي يعيش اليوم ظروفا امنية واستقرارا جيدا.
واشار الى الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق قبل فترة ولقاءات اليوم في طهران، منوها الى انه تم التوصل في المحادثات الى نتائج جيدة في مجالات مد سكك الحديد وانشاء المدن الصناعية وتطوير العلاقات التجارية والنقل وكري شط العرب (نهر اروند).
ووصف عبدالمهدي العلاقات بين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية بانها متميزة، مؤكدا بان بلاده لن تنضم للحظر الاميركي ضد ايران اطلاقا.