وقال السيد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "بدأت ثقافتنا المعرفية تدخل على آلياتها وأدواتها أشياء أخرى لم تكن سابقاً موجودة وهي مؤثرة وتدخل في ثقافتنا المعرفية وهي اختصرت كثيراً من أدوات المعرفة ونقصد بها بالثورة العلمية التكنولوجية الحديثة من الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ولا يمكن إغفال تأثيرها ولكن لا نعمم الحكم بذلك".
وأضاف أن "هذه الأدوات الحديثة فيها النافع والضار لكن هذه الأدوات فيها شيء آخر ألا وهو حالة عدم المعرفة الخاصة لمن يحاول أن يأخذ ثقافته العامة منها وهذه المنظومات الثقافية ونعبر عنها بالالكترونية قسم كبير منها غير معروف أي هوية هذه الثقافة غير معروفة".
وتابع "نحن قد نمر بحالة من التشوش الفكري المعرفي بل التناقض أحياناً لعدم قدرتنا على فرز ما فيها وسيكون تأثيرها السلبي كثيراً خاصة على الشباب ومن لم يتعلموا بالوضع السابق وفتح عينه على الركام والكم الهائل المشوش وفيه التناقض وهذه الثقافة باتت أسهل تناولا ولكنها أخطر تأثيراً".
وأوضح السيد الصافي "سنجد ثقافة هي أقرب أن تكون الى الجهل منها إلى الثقافة ويتربى الإنسان على حالة من الجهل والمتبنيات الفكرية غير الرصينة وفيها أشياء متناقضة وتجعل المتصفح في حيرة من ذلك، وفيها تجاوزات على حرمات الناس بطريقة يسهل علينا رمي الناس بكل موبقة بلا أن نفكر أو نراجع أو نتأمل خطورة ذلك علينا وأصبحت هذه المسائل التي تزكي وتقدح وتذم وتجرح بطريقة في منتهى العشوائية".
ولفت الى إن "خطورة هذه الثقافة هي لا أصل لها ومركبة من خليط يجعل الإنسان غير سوي ويجعل ثقافته مهزوزة وغير واقعية ويجرأ الناس على أن يتكلم بعضهم على بعض بألفاظ نابية".
ونوه السيد الصافي إلى أن "كثير من الأمور خرجت عن الجادة الوسطية وأصبحت معركة غير أخلاقية وأحدث جواً لإرباك مسألة معينة خاصة في حرمات وأدبيات الناس ونجدها ثقافة لا تملك أبسط مقومات الفهم والكتابة والابتعاد عن اللغة الأصيلة وأخطاء لغوية وانسلاخ للثقافة وتراجع احترام بعضنا لبعض".
ودعا ممثل المرجعية العليا إلى أن "يلتفت الجميع لذلك ولابد من وجود ثقافة قويمة وهذا يحتاج إلى مرشد ومعلم وأب وأم تحمي الأجيال لأننا بعد سنوات قد نرى أشياء غير موجودة تهدد المنظومة الفكرية والثقافية بسبب سوء استخدام هذه الآليات وعدم إدارتها بشكل سليم وعندها لن نجد شيئاً من الموروث الثقافي".