25 May 2019 - 13:08
رمز الخبر: 451656
پ
ممثل المرجعية:
بين ممثل المرجعية العليا إن الإسلام والائمة المعصومين عليهم السلام أرادوا أن يكون المجتمع الإسلامي قويا ومتماسكا بعلاقاته الاجتماعية لتكون لديه القدرة على مواجهة وتجاوز المشاكل والأزمات بنجاح، وأن نظهر للآخرين مبادئنا وقيمنا في التراحم والتكاتف والتعاون وعدم الظهور بمظهر التقاطع والهجران والضعف، أي إظهار الصورة الحقيقية للإسلام.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي عبر منبر صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بكربلاء المقدسة إن عبارة (لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك) نجدها محل اهتمام الكثير من الائمة المعصومين عليهم السلام، مبينا إن هذا الاهتمام والتأكيد والتكرار جاء ليؤكد بأن لشهر رمضان خصوصية تتمثل في إن الأجواء الإيمانية والبركات والفضل الإلهي تجعل القلوب رقيقة والنفوس لديها سرعة الاستجابة والتأثر بالنصائح أكثر من بقية الشهور.

وأضاف إننا في حياتنا نتعرض للزلات والعثرات والتقلب مما يجعلنا بحاجة إلى مراجعة الذات والنظر في تلك الأخطاء والذنوب والخلل والفشل في مسيرة الحياة، لافتا الى ان شهر رمضان يمثل أفضل موسم لمراجعة الذات وتقييم المسيرة وإصلاح الفشل.

واوضح إن من جملة الأمور التي تهددنا تتمثل بالتقاطع والتباعد والهجران والشقاق بسبب التنافس والصراع والأزمات واختلاف الاراء والمعتقدات والاحتكاك بين الناس في الحياة مما يولد الحقد والحسد والصراع.

وبين ممثل المرجعية إن "الإسلام والائمة المعصومين عليهم السلام أرادوا أن يكون المجتمع الإسلامي قويا ومتماسكا بعلاقاته الاجتماعية لتكون لديه القدرة على مواجهة وتجاوز المشاكل والأزمات بنجاح وأن يواجه الأعداء بقوة ويمنعهم من اختراقه أو التأثير فيه".

ولفت إلى إن الإسلام والأئمة المعصومين عليهم الإسلام أرادوا أن نظهر للآخرين مبادئنا وقيمنا في التراحم والتكاتف والتعاون وعدم الظهور بمظهر التقاطع والهجران والضعف، أي إظهار الصورة الحقيقية للإسلام.

ودعا الشيخ الكربلائي إلى ضرورة العمل بدعاء الإمام السجاد عليه السلام الخاص بدخول شهر رمضان لما يمثله من منهل معرفي وأخلاقي واجتماعي والذي جاء فيه (وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ وَوَفّقْنَا فِيهِ لأنْ نَصِلَ أرْحَامَنَا بِالبِرَّ وَالصَّلَةِ، وَأنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالإِفْضَالِ وَالعَطِيَّةِ، وَأنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا، وَأنْ نُنْصِفَ مَن ظَلَمَنَا، وَأنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا..).

واكد إن صلة الرحم تمثل مبدأ وقيمة وخلق ديني وإنساني عام وإنها لا تقتصر على المسلمين والمؤمنين، مشيرا إلى أن قطيعة الرحم تضر الجميع في الدنيا والآخرة كما إن الأرحام يمثلون الظهير والسند في الأزمات والملمات، مستشهدا بحديث للإمام علي عليه السلام ورد فيه (أَيُّهَا النّاسُ، إِنَّهُ لاَ يَسْتَغْنِي الرَّجُلُ ـ وَإِنْ كَانَ ذَا مَال ـ عَنْ عَشِيرَتِهِ، وَدِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلسِنَتِهمْ، وَهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً، مِنْ وَرَائِهِ وَأَلَمُّهُمْ لِشَعَثِه، وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ عِنْدَ نَازِلَة إنْ نَزَلَتْ بِهِ).

واستدرك ممثل المرجعية العليا إن الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث أكدت على ضرورة صلة الرحم لما فيها من أجر عظيم في الآخرة ومعطيات كثيرة في الدنيا من بينها تزكية الأعمال وتنمية الأموال وزيادة بالعمر وغير ذلك من المعطيات، لافتا إلى إن قطيعة الأرحام كما ورد في بعض الأحاديث، “تأتي بعد الشرك بالله، وكذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام (أقبح المعاصي قطيعة الرحم)".

وبين الشيخ الكربلائي إن البعض يتعامل مع صلة الرحم بمراتب، أحيانا يكون التعامل بالمثل أي إذا وصلوه يصلهم وإذا زاروه يزرهم وإذا أهدوه بادلهم وإذا قطعوه قاطعهم، مبينا إن المرتبة العليا تتمثل بمبادلة الإساءة بالإحسان من خلال الصفح والعطف والتجاوز، مؤكدا على ضرورة "صلة الأرحام بتجاوز الإساءة وعدم مقاطعتهم"، مستشهدا بموقف لرجل جاء إلى النبي صلى وآله وقال له إن لي اهلا وكنت اصلهم وهم يؤذونني وقد أردت رفضهم ومقاطعتهم فرد عليه النبي صلى وآله (إذا يرفضكم الله جميعا).

وجدد ممثل المرجعية الدينية العليا تأكيده في ختام الخطبة على إن "الصوم الحقيقي هو الذي يصل به الإنسان إلى التقوى وليس الغرض منه الجوع والعطش فقط".

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.