ودعا في كلمة له خلال إحياء مدينة بنت جبيل وجوارها ذكرى أسبوع السيد محمد علي فضل الله، باحتفال حاشد أُقيم في مجمع الحاج موسى عباس في المدينة، إلى "معالجة جذريّة وحقيقيّة للوضع الاقتصاديّ والماليّ الّذي يعرف الجميع أنّه بات على شفير الانهيار، والخروج من العبث الّذي يعانيه الواقع السياسي، والّذي لا زلنا نتوجّس من أن يتحوّل إلى فتنة تضعف قوّة هذا البلد ووحدته، وتطيح بكلّ الإنجازات الّتي تحقّقت".
وأكّد فضل الله "ضرورة أن يبقى الخطاب العقلاني الوطنيّ، لا الانفعالي الطائفي، هو الخطاب الّذي يحكم البلد، والأهمّ أن نعمل بصدق على حفظ العنوان الجامع للبنانيين وصيانته وحمايته، وهو الدولة، في أن تستعيد دورها ومؤسّساتها وصلاحيّاتها، بدلًا من أن يتمّ تقاسمها نتفًا على طوائف وسياسيّين".
وطالب القيادات والقوى السياسيّة في هذه المرحلة الصّعبة من تاريخ الوطن بأن "ترتقي في خطابها السياسي، وفي أسلوب معالجاتها للمشكلات القائمة إلى أعلى المستويات الوطنيّة والأخلاقيّة، حفظًا للتوازنات في هذا البلد، الّتي نريدها أن لا تقصي أحدًا، بل أن تحفظ للجميع حقوقهم".
وبيّن أنّ "حقوق الطوائف، بأن لا تعمل طائفة على مصادرة حقّ أيّ طائفة أخرى، وبأن لا يستأثر مكوّن طائفي لوحده بطائفته، ولا بديل من اعتماد منطق التسويات في هذا النظام، بانتظار تحقيق طموح اللبنانيين الأكبر في بناء دولة الإنسان، دولة المواطنة: دولة تقوم على حفظ حرية وكرامة إنسانها بعيدًا عن أيّ تمييز، دولة تقوم على أساس العدالة لجميع مواطنيها، وخصوصًا الفقراء الّذين باتوا أغلبية في هذا البلد". وشدّد على أنّ "الدولة الّتي تحمل معناها هي أحد المداخل الكبرى لخلاص لبنان من أزماته".
المصدر: النشرة اللبنانية