حديث آية الله جوادي آملي والذي تناول موضوع أسلمة الجامعات وتطوير العلوم الإنسانية، جاء ضمن لقائه بجمع من نخب الحوزة والجامعة في قاعة (قدس) في الحرم الرضوي الطاهر.
واعتبر سماحته أن العلم والمعرفة هما الصراط المستقيم للخلق والخالق، وقال "إن العلم يجب أن يكون إسلامياً، والعلم الذي يصلنا بالله سبحانه وتعالى هو الإسلام."
كما أشار آية الله جوادي آملي إلى أن أسلمة العلم في الجامعات هو الطريق لاستئصال جذور المفاسد الإقتصادية، موضحاً أنه "ما لم تصبح دروس الجامعات إسلامية، فلا أمل في حلحلت تلك المسائل."
وذكر سماحته أن الجامعة الإسلامية هي تلك التي تكون فيها المعرفة إسلامية، كما أشار إلى الأبعاد المختلفة للمعرفة الإسلامية قائلاً إن "في الدعوة إلى اكتساب العلم، قيل: أدرسوا، لأن هذا الطريق هو الذي يوصلكم إلى الله سبحانه، والمراد من هذه الدراسة، هو العلم المبتني على الإسلام."
كما اعتبر آية الله جوادي آملي أن تحليل المواضيع وحل المسائل هما أساسا العلم والمعرفة، وأضاف أم "الإسلام يميل إلى أن يركز على المواضيع وهذا ما يميزه، ولديه أهداف، ونوايا، ومسائل، وإن كان الموضوع دينياً فإن العلم يكون ديني، الشيء الذي يجعل الباحث، والأستاذ، والجامعة كلهم إسلاميون."
كما أكد سماحته على أنه "إن كان موضوع العلم دينياً فإن محمول، وهدف، وفضاء هذا العلم سيكون دينياً أيضا."
لا يكفي أن يكون الإنسان عالماً فحسب
وتابع آية الله جوادي آملي قائلاً "في اكتساب العلوم، فإنه يلزم أن يكون الإنسان عالماً، إلا أن ذلك لا يكفي، حيث أن القرآن لم يدعُ إلى العلم والعقل فحسب، بل دعا إلى أن نكون علماء وعقلاء."
وأشار سماحته إلى بعض آيات القرآن قائلاً إن الله يقول في القرآن الكريم، فلتكن نفسك عالمة، ولتقم أنت بالعلم، وهذا يعني أن ذلك الشخص الذي ينقل كلام الآخرين هو نقّال، ولا يكون بالضرورة قائماً بالعلم."
فلنكن مبصرين أمام العظمة الإلهية
وفي سياق آخر من حديثه، عدد سماحة آية الله جوادي آملي أنواع العلوم في الجامعة، موضحاً أن موضوع بعض العلوم هو الفعل الإلهي، والبعض الآخر هو الفعل الإنساني.
وقال "عندما يتحدث الله عن ما في السماء وما في الأرض وما بينهما، يقول أن جميع ذلك هو عاقل، وحامد، ومطيع، وعالم. فالأرض التي تسيرون عليها والزمان الذي تعيشون فيه كلهم واعون وسيشهدون، ولزوم الشهادة هو الحضور في المكان والمشاهدة، وهذا يعني أن الأرض والزمان شهداء، لكي تكون شهادتهم مقبولة."
واعتبر سماحته أن مفهوم الآية هو مفهوم واسع جداً فيما يتعلق بالتعريف بعلامات الله سبحانه وتعالى، وقال "كنه علوم الأرض والسماء هو فعل الله، وهذا الفعل هو آية الله، وفي جوهر هذا العلم لا يوجد شيء سوى الله."
وأضاف "كل ما في السماء والأرض لا يقوم بهمة سوى الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى، وعندما يُدرّس علمٌ لا تشاهد فيه هذه العظمة، فهذا يدل على العمى في مقابل القدرة والعظمة الإلهية."
وتابع سماحته "عندما تبحث جامعةٌ ما في علوم الأرض ولا تستطيع معرفة خالق الأرض، فإن هذه الجامعة عمياء، وتصبح الجامعة إسلامية يوم تكون معرفتها إسلامية، ويجب أن يُوضَّح هذا الأمر لطلابنا الجامعيين أن كل علم، هو ديني."
المصدر: العتبة الرضویة المقدسة