افاد مراسل وكالة رسا للانباء في النجف الاشرف، ان سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي أكدَّ على ضرورة اتخاذ القرآن الكريم كدستور وآياته المباركة كقوانين منظمة لحياة الأنسان، فهي الكفيلة بتنظيم حياة الناس وضمان سعادتهم في الدنيا والآخرة.
واضاف مراسلنا ان سماحته تطرق الى تفسير قوله تعالى: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (الانعام / 160) مشيرا الى الرحمة والكرم الالهي في التعاطي مع العباد، فالله سبحانه يضاعف الحسنات ولا يجازي السيئات الا بمثلها، وحتى تلك السيئة التي يرتكبها الانسان يغفرها الله سبحانه وتعالى لعبده عندما يستغفر منها ويندم على ارتكابها، فتمحى من سجله حتى كأنها لم تكن.
جاء ذلك خلال لقاء عقده سماحته في مكتبه في النجف الأشرف مع وفد شبابي من مؤسسة أحباب فاطمة الزهراء (ع) في محافظة بغداد، وقد أفتتح اللقاء بتلاوة آيات مباركة من القرآن الكريم، تبعها كلمة المؤسسة التي اشارت الى النعم الإلهية الجمة التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على عباده، ومن أهمها نعمة وجود المراجع والعلماء العظام (دام ظلهم)، مثمنين في الوقت ذاته دور سماحة الشيخ اليعقوبي في تشخيص السلبيات والمشاكل على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ووضع الحلول الناجعة لها.
وشدد سماحته على ضرورة التفات الانسان الى كل حركاته وسكناته واقواله وأفعاله، فكل شيء مهما صغر حجمه مسجل ومحسوب عند الله سبحانه وتعالى وهو الذي يجازي عباده على احسانهم ويحاسبهم على سيئاتهم قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } (7-8 / الزلزلة)، فالإنسان يوم القيامة يفرح بحسناته كما يحزن ويتفاجأ بسيئاته، والإنسان العاقل يجب ان يتوخى الدقة والحذر لكي لا يرتكب معصية من هنا أو يظلم احدا بفعل او كلمة من هناك ولو بمقدار مثقال ذرة كما ورد في الآية الشريفة .
وفي الصدد ذاته فقد انتقد سماحته بعض الامثال التي يتداولها الناس، والتي تشكل خطرا كبيرا على المنظومة القيمية والسلوكية في المجتمعات الاسلامية، مثل المثل العامي المشهور (سوي زين وذب بالشط)، فالذي يتداول هذا المثل يتناسى قول الله سبحانه {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (7/ الزلزلة)، ويغفل عن الثواب والجزاء العظيم الذي يجازي به الله سبحانه وتعالى عباده، ظنا منه بان الناس هي من تجازيه على افعاله وحسناته! بينما الانسان المؤمن لا ينتظر جزاء أحد فهو انما يحسن الى الناس قربة الى الله تعالى ولنا في اهل البيت والرسول الاكرم اسوة حسنة في ذلك قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} في اشارة الى حادثة اطعام اهل بيت النبوة للمسكين واليتيم والأسير.
وقد أشار سماحته في ختام حديثه الى ضرورة استثمار مرحلة الشباب في التأسيس لحياة مستقيمة قائمة على اسس سليمة تتخذ من القران والسنة النبوية الشريفة ميزانا لها، مستذكرا دور الشباب المحوري في نصرة الرسول الأكرم ونشر الدعوة الاسلامية في صدر الاسلام، مشيدا بدور مؤسسة احباب فاطمة الزهراء في خدمة المجتمع وضرورة استثمار كل الفرص المتاحة في مد يد العون الى من يحتاجها، داعيا للشباب ولكادر المؤسسة بدوام التوفيق والسداد.