أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء في النجف الأشرف ان سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي اكد على أهمية عقد المؤاخاة بين المؤمنين في "يوم الغدير" بان يقول أحدهما للآخر: "وَآخَيْتُكَ في اللهِ، وَصافَيْتُكَ في اللهِ، وَصافَحْتُكَ في اللهِ ... "، لأن التآخي والمودة والمواساة بين المؤمنين في هذا اليوم المبارك الذي نصب فيه الأمام عليه (عليه السلام) خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما هي ثمرة من ثمرات الولاية وشروطها وعلامة من علامات صدقها.
اضاف مراسلنا في النجف الاشرف ان سماحة المرجع اشار الى ان الله سبحانه وتعالى خصَّ عيد الغدير بـهذا العقد تشريفاً له عن غيره من الأعياد والمناسبات الشريفة ، مؤكداً على السمة الأبرز في هذا العقد وهي قول المؤمن لأخيه : "أَسْقَطْتُ عَنْكَ جَميعَ حُقُوقِ الاُخُوَّةِ ... " ، وبهذا فان المؤمن يتجاوز عن أخيه عافياً عن ظلمه وتقصيره في حقه ، مسقطاً عنه كل الحقوق المادية والمعنوية، وبذلك لا يبقى أي سبب للصراع والتناحر بين أفراد المجتمع ، وحينها فقط يتوجه المجتمع للبناء والتكامل، وهو ما يتضح في سيرة رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله) عند هجرته الى المدينة المنورة فأول خطوة خطاها هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فالمجتمع المتماسك المتحاب شرط أساسي في نهوض الأمة وازدهارها وعزتها.
وبين مراسلنا أن حديث سماحة المرجع جاء خلال لقاءه بمكتبه في النجف الأشرف مع وفد من رابطة خطباء محافظة بابل، حيث أفتتح اللقاء بكلمة الوفد التي أشارت الى الدور الكبير لسماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) في رعاية الخطباء الحسينيين والشعائر الحسينية، من اجل اعطائها الزخم الذي يتناسب مع أبعاد النهضة الحسينية المباركة وتحصينها من الممارسات التي تحاول تجريدها من معناها وهدفها الحقيقي المتمثل بالاقـتداء بالإمام الحـسين (عليه السلام) والسـير على نهجه.
هذا وقد تأسف سماحته لما يعيشه المجتمع من واقع بعيد عن المثل الأخلاقية التي أدبَّ بها أهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم، مستشهداً بالواقع المرير الذي تعيشه المحاكم من كثرة الدعاوى وحالات الطلاق المتزايدة، فضلاً عن النزاعات العشائرية التي تحدث لأسباب واهية، مشيراً الى ان تلك الصراعات كانت سبباً رئيسياً في ضياع الكثير من الامكانيات والمقدرات فضلا عن استنزاف الطاقات وهدر الأموال والجهود وإزهاق الأرواح.
وشدد المرجع اليعقوبي (دام ظله) في ختام حديثه على ضرورة ان يأخذ الخطباء الحسينيين دورهم في توجيه الناس وإرشادهم الى التحلي بأقصى صفات الاخوة والمودة، والابتعاد عن الخلافات والصراعات التي تصدُّ عن ذكر الله وتعيق عمل المعروف وتحقق رغبة الشيطان، داعيا الله تعالى لهم بالثبات على ولاية أمير المؤمنين والتمسك بنهج محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام.