وبين مراسلنا انه جاء في نص البيان:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
لقد علم العالم كله ما حدث في المسيرة الحسينية المعروفة بـ(ركضة طويريج) التي تنطوي على ذكريات محيطة بفاجعة استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وقد اندفع الملايين من محبي الحسين (عليه السلام) ومؤيدي نهضته للمشاركة فيها وعلى أثر ذلك فقد غاب عنا ثلة من المؤمنين الذين ذهبوا شهداء عند الله، وكتبهم الله من أَنصار الحسين (عليه السلام) حين سبب لهم الشهادة بالتدافع على باب الحسين (عليه السلام) من شدّة الشوق إِليه ففقدوا مهجهم لمحبته، فحيث لا نستطيع وصف حالهم وإِنما نستلم الوصف من مولانا الإِمام الصادق (عليه السلام) حين سأله هشام ابن سالم عن حال من يموت وهو يزور الحسين (عليه السلام) فقال مولانا (صلوات الله عليه): "تشيعه الملائكة تأتيه بالحنوط والكسوة من الجنة، وتصلي عليه إذا كفن، وتكفنه فوق أكفانه، وتفرش له الريحان تحته وتدفع الأرض..، ويفتح له باب من الجنة إلى قبره ويدخل عليه روحها وريحانها حتى تقوم الساعة".
فهنيئاً لمن تشيعه وتصلي عليه الملائكة، وهنيئاً لأَهله الذين ضمنوا شفيعاً لهم من أَنصار الحسين.
وليعلم أن هذه المسيرة كانت وما زالت محط اهتمام المراجع والعلماء وشيعة علي (عليه السلام) وستبقى تستجلب قلوب محبي الحسين (عليه السلام).
ولكنهم أَعزاء علينا فقدناهم فنعزي بهم إِمام زماننا (صلوات الله عليه) ونعزي المؤمنين سائلين المولى أَن ينور قلوبنا بمعرفة مصير هذه الشهادة العظيمة، وان يسلينا بها.
والسلام عليهم يوم ولدوا ويوم ماتوا ويوم يبعثوا أحياء شهوداً على ظلم قتلة الحسين وعلى حبنا للحسين.
والحمد لله رب العالمين..