حديث الشيخ المروي جاء ضمن لقائه رئيس وأعضاء الهيئة الرئيسة في جامعة فردوسي بمشهد، وذلك في صالة (الولاية) في الحرم الرضوي الطاهر.
وأشار سماحته إلى تأكيد الإمام الراحل (ره) وسماحة قائد الثورة الإسلامية (مد ظله) على أهمية الجامعة ومكانتها العليا المؤثرة في المجتمع، وقال "إن مدينة مشهد ولاحتضانها المرقد المنوّر للإمام علي بن موسى الرضا (ع)، وانتسابها لعالم آل محمد (ص)، يجب أن تكون مدينة نموذجية من كافة النواحي، ويجب أن تتمتع بالمرجعية العلمية اللازمة، وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال بذل الجهود، والتخطيط الدقيق، وإعداد الأبحاث، ورسائل التخرّج المتقنة والقوية في المجالات العلمية المختلفة."
وأكّد سماحته على استعداد العتبة الرضوية المقدسة لتطوير تعاونها مع المجمّعات العلمية الجامعية، وعلى الخصوص جامعة فردوسي في مشهد المقدسة، وأضاف "إننا نعتقد أنه لديمومة أي مشروع لا بد أن يكون هناك أرضية علمية تدعمه، وأي قرار أو إجراء ليس له خلفية علمية، فسيكون مرحلياً وعابراً."
كما أكد سماحته على أنه لن يكون هناك مكانٌ في العتبة الرضوية المقدسة لأي قرار أو إجراء حساس يؤخذ تبعاً للإحساس والرغبة من دون أساس علمي، وأضاف "إننا نعتقد أنه يجب أن تُنفذ الأعمال في العتبة الرضوية المقدسة بشكل علمي، ومتقن، ومتين."
وأشار سماحته إلى موضوع مواجهة منكرٍ كالحجاب السيء في الحرم الرضوي الطاهر، وأمثلة أخرى في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف. قائلاً: "نعتقد أنه في هذا المجال يجب أن يتم العمل مع مراعاة كافة الملاحظات الشرعيّة، ودراسة الموضوع بما يرتبط بعلم النفس، وعلم الإجتماع، والثقافة الشعبية، والعلاقات و... وفي هذا الإطار، قمنا بإعداد ملفٍ خاص وننتظر آراء الخبراء المختصين بهذا المجال، لأخذ القرار."
وتحدث سماحته في جزءٍ آخر من كلامه حول مجالات التعاون المشترك بين العتبة الرضوية المقدسة والجامعات، قائلاً "هناك استعداد في العتبة الرضوية المقدسة لإقامة ملتقيات علميّة ومنابر للفكر الحر في الحرم الرضوي الطاهر، بالتعاون مع الأساتذة والنخب الجامعية، وذلك ضمن كافة المواضيع والمستويات العلميّة المختلفة، من أجل أن نقدم خدمات أكثر لزوار عالم آل محمد (ص) من ناحية الإرتقاء بمستواهم العلمي، والثقافي، والمعرفي."
وأضاف متولي العتبة الرضوية المقدسة "إننا نتوقع من الجامعات أن يقدموا مشاريع معرفية في المجالات المختلفة، وأن يعينوا العتبة الرضوية المقدسة على تقديم الخدمات بأفضل وجه بما يتناسب مع شأن وكرامة زوار حرم ثامن الأئمة (ع)، ولذلك يمكن لجامعة فردوسي في مدينة مشهد أن تكون جسراً للتواصل المناسب بين العتبة المقدسة وبين الجامعيين داخل وخارج البلاد."
وفي نهاية حديثه تطرق سماحة الشيخ المروي إلى سياسة القيمومية في العتبة الرضوية المقدسة وقال "إن العتبة الرضوية المقدسة لا تهدف إلى القيمومية في المسؤوليات، وسياستنا هذه تنطبق على الكثير من المجالات، وبناءً على ذلك لدينا خطة مراجعة شاملة في كافة المجالات، ونبذل جهدنا وبشكل جدي لكي نخفف من المناصب ونوصلها للحد الأدنى قدر الإمكان، وبموازة ذلك نعمل على استثمار الطاقات في المؤسسات الأخرى، كالجامعات، ليتم الإستفادة منها بأقصى حد."
من جانبه عرض الدكتور محمد كافي رئيس جامعة فردوسي بمشهد تقريرا حول عمل الجامعة، بوصفها القطب العلمي في شمال شرقي البلاد، واستمع إلى اقتراحات سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة للإرتقاء بمستوى التعاون المشترك بين العتبة الرضوية المقدسة والجامعات، معرباً عن استعداد الجامعة التام للتعاون المشترك."
المصدر: العتبة الرضوية المقدسة