ورأى التجمع أن الأمر لم يقتصر على الحرائق الطبيعية، ليشعل البعض حرائق سياسية حول ما طرحه وزير الخارجية اللبنانية الأستاذ جبران باسيل عن عزمه على زيارة سوريا وطلبه في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بإعادة سوريا لتحتل مقعدها في الجامعة العربية، فقام البعض بتسيير مسيرات شعبوية حاقدة مستعملين لغة خشبية لم تعد تنفع في هذا الوقت الذي يتهافت فيه الجميع على سوريا لإعادة وصل ما انقطع.
وأمام هذا الواقع توجه تجمع العلماء المسلمين في بيان بالتحية لأبطال الدفاع المدني وهيئات المجتمع المدني التي ناضلت وبكل قوة وبإمكانات متواضعة لمكافحة الحرائق، وندعو الدولة اللبنانية لإنصافهم بإعطائهم حقوقهم الوظيفية كاملة، والتحجج بالوضع المالي هو كذبة لا تنطلي على المواطنين بعدما تبين أن الوساطات السياسية أدت لتوظيف الآلاف من المحسوبيات من دون الحاجة إليهم وبقرارات استثنائية بعد قرار إيقاف التوظيف.
وأيد دعوة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإجراء تحقيق جدي في أسباب الحريق وكذلك حول طائرات الإطفاء المعطلة والتي لم يُعمد لإصلاحها، ما أثر على الجهوزية المطلوبة لمكافحة كوارث من هذا النوع، ونأمل أن يصل التحقيق في هذا الأمر إلى نهايات تدخل إلى السجون كل المتورطين مهما علا شأنهم، وإلى أي فئة حزبية أو طائفية أو مذهبية انتموا.
كما أيد دعوة معالي وزير الخارجية اللبنانية الأستاذ جبران باسيل لعودة سوريا إلى الجامعة العربية التي هي في حقيقتها عودة العرب إلى سوريا لأنهم هم الذين تخلوا عنها وتآمروا عليها، واستطاعت بفضل حكمة قيادتها وبطولة جيشها وتماسك شعبها أن تجهض المؤامرة وتخرج منتصرة، ونطالب معالي الوزير بالإسراع في زيارته لسوريا لإعادة وصل ما انقطع والاستفادة من المعابر السورية مع العالم العربي لتصريف الإنتاج اللبناني.
ورحب بمبادرة العديد من الفصائل الكردية للمطالبة بدخول الجيش السوري إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهذا وإن كان استفاقة متأخرة إلا أنها أن تأتي أخيراً خير من أن لا تأتي أبداً، ونتمنى أن يدرك الشعب الكردي في سوريا أن لا مصلحة له لا مع الولايات المتحدة الأمريكية ولا مع الصهاينة وأن مصلحتهم الحقيقية هي مع الدولة السورية التي لديها الاستعداد الكامل لحفظ حقوقهم التي تعطيهم حق المحافظة على هويتهم القومية والتراثية.
وثمّن مساعي باكستان لترميم العلاقات الإيرانية السعودية، مؤكدًا على أن هذا المسعى فيه مصلحة عظمى لشعوب المنطقة وأن اتفاقاً بين دول الخليج على خطة أمنية تحفظ حرية الملاحة في الخليج الفارسي وتؤمن الدفاع المشترك عن أمن البلدان الخليجية هو أمر مطلوب لمصلحة شعوب المنطقة واستقرار بلدانها.
المصدر: وكالة العهد