جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة في العاصمة الرومانية بوخارست، وذلك بحضور جماهير المسلمين في مركز الزهراء الثقافي والاجتماعي الإسلامي، حيث اعتبر السبب الأساسي لبقاء التشيع في الشعائر الحسينية بشقيها المجالس الحسينية وزيارة الحسين، والمرجعية الدينية على طول الزمان.
وقال إن الشعائر فتمثلت بإحياء المجالس الحسينية التي كانت ولا تزال وستبقى هي المنار العالي في نشر الفكر المحمدي عبر العصور، ولهذا ورد التأكيد من الأئمة الأطهار على إقامتها وإحيائها في كل زمان ومكان.
وتابع السيد الكشميري: وأما الشق الثاني لاستمرار بقاء التشيع فهو زيارة الإمام الحسين التي حث عليها الأئمة في مختلف العصور رغم علمهم بالمخاطر البدنية التي تحيط بالزائرين ومع ذلك كانوا يشجعون عليها ويدعمونها بأحاديثهم وأدعيتهم المباركة، ويتضح لنا بأن هذه المسألة ليست مسألة استحباب وإنما الزيارة تمثل جانبا من جوانب العقيدة والتحدي للباطل والظلم والاضطهاد وتمثل ركنا من أركان المذهب وهو الإمامة.
وأضاف إن الرافد الثاني فهي المرجعية العليا في العالم الإسلامي التي حفظت لنا التشيع الى هذا اليوم، ومكمن قوتها هو التفاف الشيعة حول موقعها، إذ لا توجد قيادة اسلامية جماهيرية نافذة الكلمة في الملايين من المسلمين إلا قيادة المرجعية في صفوف الشيعة الإمامية، حيث إن لكلمتها في الأمر والنهي الموقع الأول في التأثير.
وبين ممثل المرجعية العليا إن سر هذه القوة يرجع لهيبتها القدسية في النفوس، فهي لدى الإمامية امتداد لمقام الإمام المعصوم، واكتساب هذه القدسية ناشئ عن عاملين: الإحاطة بمعارف أهل البيت والتقوى، ولو كان مقامها منصبا حكوميا او خاضعا للانتخاب الشعبي أو مستندا لقوة عسكرية أو ثروة مالية أو مرتكزا على أبواب إعلامية لما اكتسب هذه القداسة الفريدة التي يقتضي أن يضحي الملايين من الشيعة بأنفسهم أو أولادهم أو أموالهم بمجرد كلمتين يسطرها قلم المرجعية.
المصدر: وكالة شفقنا