وتابع مراسلنا في النجف الاشرف، ان البيان الصادر عن المرجع اليعقوبي تضمن عدداً من التوصيات من اهمها الحفاظ على سلمية التظاهرات والوعي لحقيقة المطالب المشروعة والاصغاء والاستماع الى مطالب المتظاهرين، كما دعا سماحة المرجع الحكومة والقيادات السياسية والعسكرية الى ان تعي ان هؤلاء الشباب هم الثروة الحقيقية للبلد وهم من يضمن مستقبلاً زاهراً للبلاد فلا يفرطوا بهذه الثروة الهائلة.
واشار مراسلنا ان المرجع اليعقوبي، أوصي المتظاهرين أن يحافظوا على سلمية الانتفاضة وأن يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة وأن لا يعتدوا على أحدٍ من القوات الأمنية او غيرهم ليكسبوا المزيد من التأييد والتعاطف الداخلي والخارجي، محذراً من الانجرار وراء صيحات التخريب التي تحركها أجندات خارجية معادية.
وجاء في نص البيان الصادر عن المرجع اليعقوبي:
أعتقد ان من أغلى الثمرات التي حققتها نهضة الشباب الواعي الغيور في انتفاضة التحرير هي استعادة الهوية الوطنية التي سلبها الطائفيون والفاسدون والعملاء حتى أفقدونا الأمل بإحيائها وأجبروا الكثير من أبناء الوطن على الهجرة منه تاركين أهلهم وذكرياتهم وعيونهم شاخصة الى من خلفهم، لكن الشباب الشجعان فجروا هذا البركان في نفوس الشعب كافة وأيقظوا هذه الطاقة العارمة ووحدوا جميع فئات الشعب تحت شعار واحد وهو الوطن الحر المستقل السيد الذي يحفظ كرامة أبنائه ويحقق لهم السعادة والازدهار في حاضرهم ومستقبلهم.
لقد رأينا من هؤلاء الشباب ما يثلج الصدور ويبهر العقول ويعيد الى العالم صورة العراق الأصيل مؤسس الحضارات ومنار العلوم والمعارف لكل الأمم , فقد لمسنا فيهم الايثار والشجاعة والوعي والإخلاص وتنظيم الأدوار والمطالبة بالحقوق ورفض الظلم والفساد بالطرق السلمية المتحضرة , وهذه خصال لا تجتمع في امة الا قدّسها الله تعالى ورفع شأنها , واذا توانت واستكانت وتخاذلت ومكّنت الباطل والفساد فأنها تُهان وتُذل وتحرم من أبسط حقوقها , وهذا ما أخبر به النبي (صلى الله عليه واله) في الحديث الشريف ( ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويِّها غير متعتع) / وسائل الشيعة 120/16 .
وهذا ما كنتُ أنادي به منذ عام 2005 حينما استبان فساد وظلم الأحزاب السياسية المتسلطة، وكنت أدعو الى يقظة الامة ووعيها لمطالبها الحقيقية ومكامن الخلل في قيادتها.
أدعو الحكومة والقيادات السياسية والعسكرية ان تعي ان هؤلاء الشباب هم الثروة الحقيقية للبلد وهم من يضمن مستقبلاً زاهراً للبلاد فلا يفرطوا بهذه الثروة الهائلة، لأن هؤلاء الشباب هم من واجهوا الإرهاب حتى قضوا عليه وخلصوا العالم كله من شرهم، وهؤلاء الشباب هم من أحيا الزيارة الاربعينية وبيضوا وجه العراق أمام العالم كله، فلابد من الاصغاء لهم والاستماع الى مطالبهم والمبادرة فوراً الى ما يطمئنهم ويعيد الأمل الى نفوسهم.
أما الإصرار على سياسة القمع واستعمال العنف فإنه لا يجدي نفعاً بل يجرّ البلاد والعباد الى الهاوية، وإنكم لا تستطيعون هزيمة شباب يُقدِمون على الموت ويتلقون الرصاص بصدور عارية.
وأوصي الشباب أن يحافظوا على سلمية الانتفاضة وأن يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة وأن لا يعتدوا على أحدٍ من القوات الأمنية او غيرهم ليكسبوا المزيد من التأييد والتعاطف الداخلي والخارجي، وان الانجرار وراء صيحات التخريب التي تحركها أجندات معادية يُفقِدكم التأييد ويُذهِب بحقّكم ويحوّلكم الى معتدين فانتبهوا وتفطّنوا.
لقد آن الاوان ان تستحي الأحزاب والكتل المتسلطة وتعتذر الى هذا الشعب الذي خرج بجميع شرائحه ونقاباته وأجناسه، رافضاً لمنهجهم الفاسد وفشلهم الذريع في إدارة البلاد وليفسحوا المجال لجيل وطني كفوء مخلص ان يأخذ دوره في قيادة البلاد.
ان هذه الانتفاضة أولى من صناديق الاقتراع المزوّرة في التعبير عن إرادة الشعب واختياره لمن يمثله، ولو صدّقنا ان السلطة جاءت عبر صناديق الاقتراع فهذه الانتفاضة تسلب المشروعية منه لأن الشعب مصدر السلطات وان إرادته مشروطة في البداية وعلى طول المدة وإذا سلبها في أي وقت سقطت الشرعية عن الحاكم.