واضاف الشيخ قبلان ان النبي محمد (ص) قائد بحق ورائد بصدق يعمل بارشادات ربه وتعاليمه ويسير على هدى القرآن، وهو وضع الاسس المتينة والرؤى المستنيرة لاصلاح البشرية وفلاحها، فارسى مداميك الايمان بدعوته المباركة واخلاقه الحميدة وصدق حديثه وامانته فاستطاع تصويب المسيرة البشرية اذ نقلها من الجهل الى العلم ومن الفوضى الى التنظيم لتسير على طريق الخير والصلاح، وعلينا ان نستلهم من سيرة النبي واخلاقه وحكمه ما يصلح حالنا فنعود الى رحاب الدين الذي يدعو الى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحارب الظلم والباطل والفساد والشر، فالمطلوب منا افراداً وجماعات ان نتعلم من النبي محاسن الاخلاق لنتربى عليها ونسير على ضوئها لنكون على الدوام في حقل الورع وعلى نهج الاستقامة فنتحلى باحسن الاخلاق وبمرضي الافعال ونتعاون على البر والتقوى.
وطالب الشيخ قبلان حكام العرب المسلمين بالاقتداء برسول الله فهو منطلق لكل خير وسبيل لاحقاق الحق وتحقيق امال المعذبين والفقراء والمظلومين، مما يحتم ان يكونوا منصفين عاملين لمصلحة شعوبهم وتحقيق العدالة الاجتماعية التي توفر الاستقرار والعيش الكريم وتحفظ الكرامات وتصون الحقوق، وعليهم ان يحفظوا امانة رسول الله في حفظ الامة وتحصين وحدتها وحفظ كرامتها مما يستدعي ان ينصروا فلسطين ويدعموا شعبها في نضاله وجهاده لتحرير الارض وانقاذ المقدسات وعليهم ان يبادروا لقطع كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني من منطلق ان التعامل مع هذا العدو الغاصب محرم على مختلف المستويات الشرعية والاخلاقية والدينية، ومقتضى حفظ وحدة الامة يحتم ان يتواصل قادة العرب والمسلمين ويتشاوروا لوقف نزيف الدم في اليمن و انجاز حل سياسي يعيد الامن والاستقرار الى هذا البلد الشقيق.
واكد الشيخ قبلان ان المنطقة العربية والاسلامية مستهدفة من الاستعمار الصهيو اميركي في خطط ممنهجة تنفذ مشروعا صهيونيا قديما متجدداً يستخدم إمكانات ضخمة وتقنيات متطورة وأساليب غير أخلاقية بعد إخفاق الحرب الصلبة في ضرب دول محور المقاومة واخصاع شعوبها، فما يجري في لبنان والعراق يندرج في استغلال الحراك المطلبي وحرفه باتجاه ضرب قوى المقاومة في عملية انتقام لما حققته من انجازت في ضرب الارهاب التكفيري المدعوم امريكيا مما يستدعي رفع مستوى الوعي الشعبي لاحباط هذه المؤامرة الخبيثة لادخال بلادنا في الفوضى والاضطراب ، ونحن ندعو اهلنا في العراق الى التزام توجيهات المرجعية الدينية وارشاداتها لما تمثله من ضمانة لحفظ وحدة العراق واستقراره ودعم حقوق شعبه المطالب بالاصلاح، ونطالب اهلنا في لبنان بتعميق وحدتهم وترسيخ تضامنهم وحفظ وطنهم بحفظ مكوناته وعدم السماح بتحويل الحراك الى فرصة لاضعاف قوة لبنان المتمثلة بالمقاومة وضرب بيئتها الحاضنة، ونعتبر ان المعادلة التي حررت ارضه وحفظت شعبه لا تزال حاجة وضرورة وطنية ينبغي التمسك بها، باعتبارها تشكل مصدر قوة لبنان في مواجهة اي تهديد خارجي او داخلي، ونحن نرى ان الحرَاك المطلبي شكل انتفاضة طبيعية بوجه الفساد المتراكم بفعل تركيبة النظام الطائفي والسِّيَاسات الحكوميَّة المتعاقبة التي كرست منطق المحاصصة الطائفية و رسخت العقليَّة الماليَّة النَّقديَّة التي عممت ثقافة الربى والرشى، ما اغرق لبنان بالديون وخدمة فوائدها، فالنظام الطائفي المرتكز على الامتيازات والمحسوبيات والمحاصصات اسهم إلى حد كبير في إضعاف وافشال دولة المؤسسات والقانون وقضى على طموحات غالبية اللبنانيين وتجويعهم، ونحن اذ ندعم بقوّة مطالب الحراك الشَّعبي المحقة في العيش الكريم والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتنظيف الدولة من لصوص المال العام واستعادة هذا المال لخدمة الشعب اللبناني الذي يئن من الفساد والهدر، فاننا ندعو الى نَسف الصِّيغَة الطَّائفيَّة وتطوير نظام الحُكم ومشروع الدَّولة لتكون لنا دولة عادلة تحسن رعاية شعبها، ونطالب القوى السياسية بالاسراع في تشكيل حكومة انقاذية فاعلة وقادرة على تحقيق امال وتطلعات اللبنانيين وتستجيب لمطالبهم وتكسب ثقتهم من خلال تنفيذ اصلاحات سريعة و جذريَّة تتطبق بنود الورقة الاصلاحية التي اقرتها الحكومة السابقة وضمن جداول زمنيَّة تحت نظر الحراك الشعبي، بالتوازي مع محاسبة الفاسدين وناهبي المال العام، ونطالب المجلس النيابي بإقرار قانون انتخابي نسبي وفق صيغة لبنان دائرة انتخابيَّة واحدة وبلا قيد طائفي لإنتاج سلطة وطنية لا طائفيَّة همها النهوض بلبنان وحفظ مكوناته بعيداً عن الاستزلام والارتهان الاجنبي.
المصدر: وكالة العهد