وقال الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني في حسينية الهادي (ع) في الاوزاعي: "نحن في حزب الله نميّز بين المطالب المحقة والقوى الصادقة والمخلصة للبلد التي تسعى إلى التغيير والقضاء على الفساد ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية التي يشكو منها الناس، وبين من يحمل مشاريع سياسية ويريد ركوب موجة الحراك لتحقيق أهداف سياسية ليست في مصلحة لبنان".
وأضاف سماحته انه "من الخطأ الخلط بين أوجاع الناس ومطالبهم الحقيقية وبين المشاريع السياسية التي يراد تحقيقها عبر الاستفادة من حالة الفساد في البلد ومن الضغط الذي يمارسه الشارع على السلطة".
واعتبر الشيخ دعموش انه "بات واضحا اليوم ان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها دخلوا على خط الحراك ويحاولون توجيهه ولديهم مخطط وبرنامج سياسي يريدون فرضه على لبنان، أما الموضوع الاقتصادي وموضوع الفساد في لبنان فهو في آخر اهتماماتهم، بل هم من ساهم في تفاقم الوضع الاقتصادي من خلال العقوبات التي فرضوها على لبنان، ومنعهم للشركات اللبنانية من الاستثمار في سوريا، وتسكير بعض البنوك، ومنع مساهمة الصين وروسيا وغيرهما من مساعدة لبنان والاستثمار فيه".
وشدد الشيخ دعموش على أن "ما يعني اميركا في لبنان ليس معالجة أوضاعه الاقتصادية والمعيشية ومساعدة اللبنانيين للتخلص من معاناتهم واوجاعهم، وإنما التخلص من عناصر قوتهم، وفي مقدمها المقاومة، ليرتاح وينعم الكيان الصهيوني، ويعود لبنان إلى زمن الضعف والوهن، وهذا ما قصده وزير الخارجية الإميركي مايك بومبيو عندما قال "يجب مساعدة لبنان واللبنانيين للتخلص من نفوذ ايران!!".
ولفت إلى ان "امريكا وظيفتها اليوم تأجيج الشارع والضغط من خلاله لتشكيل حكومة خاضعة وتابعة لها تنفذ سياساتها وأولوياتها التي تبدأ بترسيم الحدود وفق الشروط الإسرائيلية ولا تنتهي بالنفط والغاز وفرض التوطين وإستهداف المقاومة وحلفائها".
وقال الشيخ دعموش : "في الوقت الذي نحمل فيه هموم الناس ومطالب الناس المحقة ونسعى للإصلاح الجدي ومواجهة الفساد، نحن حريصون على عدم الوقوع في الفراغ والفوضى، ومتمسكون بسيادة بلدنا واستقراره وسلمه الاهلي"، مؤكد ان حزب الله يرفض "الضغوط والإملاءات الخارجية التي تريد تغيير المعادلات وإضعاف لبنان وتجاوز الواقع السياسي القائم في البلد".
وأمل الشيخ دعموش أن تؤدي الاتصالات والمشاورات الجارية إلى معالجة التعقيدات التي تواجه تشكيل الحكومة، والوصول إلى حلول تفضي بتأليف حكومة تلبي رغبات اللبنانيين وليس رغبات اميركا وحلفائها".
وأكد ان "حزب الله يريد حكومة نزيهة سيادية قادرة على تلبية حاجات الناس وصرخاتهم واستعادة ثقتهم، وقادرة على النهوض وصنع الانجازات واجراء الاصلاحات المطلوبة، حكومة تستطيع مواجهة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة وتحافظ على انجازات المقاومة ولا تفرط بعناصر القوة التي تردع العدو الاسرائيلي عن الاعتداء على لبنان واستباحة أرضه".
المصدر: وكالة العهد