وتطرق العلامة الغريفي في حديثه تحت عنوان "الشَّيطان والإنسان" وحول "الحوار بين الله سبحانه وإبليس" بأن "الله سبحانه عالمٌ ومطَّلع بكلِّ الدَّوافع التي منعت إبليس من السُّجود، ولكنَّه تعالى أراد أنْ يكشف نوايا الشَّيطان، لكيلا يسقط الإنسان في هذا الجرم الكبيرا".
وتابع: "أراد الله تعالى أنْ يعلِّمنا قيمة الحوار، فالله تعالى بكلّ قدسِه وجلالِه وعظمته يحاور إبليس الشَّيطان الرَّجيم رمز الشَّر في الأرض، كما يحاور الملائكة والأنبياء، فلا عقدة في أيِّ حوار ما دام الحوار جادًّا وهادفًا وواعيًا ونظيفًا".
ولفت إلى أن "القرآن حافلٌ بأرقى نماذج الحوار في مجالات العقيدة والفكر والقيم والأخلاق والسُّلوك وفي كلِّ مجالات الحياة وشؤون الدّنيا والآخرة".
وقال إن "إبليس أوَّل مَنْ أسَّس للتَّمايز العنصري، فإبليس مخلوق من عنصر النَّار وآدم من عنصر التراب، وفي منظور إبليس (النَّار أفضل من التراب) فيكون (إبليس أفضل من آدم)، فكيف يسجدُ الفاضل إلى المفضول؟"
وأضاف "لهذا يُعتبر إبليس أول من مارس القياس الباطل … وهكذا أسَّس إبليس لكلِّ ضلالات البشر في كلِّ زمان وفي كلِّ مكان، ولكلِّ ألوان الفساد في الأرض، ولكلِّ أشكال الضَّياع، ولكلِّ العصبيَّات، ولكلِّ تطرُّفٍ وعنفٍ وإرهاب، ولكلِّ عبث ودمارٍ".
المصدر: قناة اللؤلؤة