وبين مراسلنا في النجف الاشرف ان حديث سماحة السيد صدر الدين القبانجي جاء خلال محاضرته في جامعة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) للدراسات الدينية.
وأضاف مراسلنا في النجف الاشرف ان سماحة السيد القبانجي، أكد على ان مشروع الحوزة العلمية هو المشروع الإسلامي الأصيل وانطلاقاً من قوله تعالى (ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون(.
وأوضح ان هذا تأسيس قرآني للتفرغ العلمي للعلوم الدينية يعني الحوزة بغض النظر عن الاصطلاح الحوزة بمعنى الجماعة جماعة الدرس، وان هذا التأسيس القرآني يقول تفقهوا في دين ويرجعوا وينذروا، فهذا هو التأسيس القرآني فالحوزة هي المشروع الإسلامي الأصيل لنشر الدين.
وبين، إن هذا المشروع الأصيل والذي نعيش اليوم وخلال ١٤٠٠ عام بركاته فلولا الحوزة العلمية لما بقي للدين اثر ولولا هذا التفرغ العلمي لما بقي للدين اثر وهذا التفرغ العلمي مشروط بحسب الآية القرآنية وحسب الروايات الشريفة بالعمل ومشروط بالتعليم والقرآن يقول (ليتفقهوا في الدين ولينذروا) هنا تعلم ثم تعليم أما التعلم نصف المشروع ونصف المشروع هي مثل نصف الصلاة ونصف الصلاة غير مقبولة قطعا ومثل صوم نصف النهار غير مقبول ولهذا تقول الرواية (العلم مقرون بالعمل فان صحبه والا ارتحل) يعني العلم اذا لم يكن مصحوبا بالعمل به مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والموعظة وصلة الرحم وإنذار الناس هذا عمل، وإذا لم يكن العلم مقرون بالعمل ارتحل عنه وهكذا الروايات التي تقول (عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد).
وتابع سماحته قائلا، إننا والحمد لله نشعر بأننا نعيش بعصر نهضة الحوزة العلمية وعودتها إلى موقعها في قيادة الأمة وتوجيهها ، وأضاف: إن حضور علماء الدين وطلاب الحوزة في المواقع القتالية بالحرب ضد داعش كان له دوراً كبيراً جدا كان احدهم مصادر الطاقة لمئات المجاهدين جزاهم الله خير وهذا دور يجب الاعتزاز به ويجب أن يسجل لان الحوزة العلمية لا تتخلف عن أداء مسؤوليتها كما دورهم في المساجد والحسينيات أدو دورهم بالحرب ضد داعش، وإننا الآن نعيش عصر النهوض للحوزة العلمية على أكثر من مستوى الحوزة العلمية بالمجالات العلمية المختلفة والأداء أيضا، وهذا الحضور يفسر الحملة ضد الحوزة العلمية لأنهم بيدهم مفاتيح الأمة ولابد من قطع هذه اليد وكسر هذه المفاتيح من قبل أعدائنا، وكانت الحملة المضادة ضد الحوزة العلمية من اجل فصل الأمة عن علماء الدين وهذا مشروع قديم بقدم مشروع الدين وعلماء الدين.
وحول التضحيات الكبيرة التي قدمتها الحوزة العلمية قال سماحته، إننا اليوم نستذكر شهداء الحوزة العلمية ونحن نعيش ذكرى الانتصار على داعش ودخولنا في السنة الثالثة لهذا النصر الكبير بفضله تبارك وتعالى والتي سلطت الأضواء كثيرا على فتوى المرجعية وسلطت الأضواء على قواتنا الأمنية والحشد الشعبي وهم يستحقون كل ذلك، لكن هنالك شريحة أخرى تستحق الكثير من التكريم والتبجيل والاعتزاز وهي الحوزة العلمية التي كانت شريكة بهذا الإنجاز العظيم والنصر الكبير ولدينا عشرات الشهداء من رجال العلم الذين تقدموا بالخطوط الأمامية .