03 January 2020 - 14:15
رمز الخبر: 454884
پ
السيد علي فضل الله:
لفت ​العلامة السيد علي فضل الله​ في خطبة الجمعة الى أن "الادارة الاميركية أقدمت على القيام باعتداء كبير هو الأخطر، ليس على سيادة هذا البلد فحسب، بل على المنطقة كلّها، والتي باتت مشرعة على جملة من الخيارات الخطيرة والمفتوحة على تداعيات وتطورات كثيرة".

مشيرة الى أن "الاستهداف الأميركي لموكب قائد "فيلق القدس" ​اللواء​ ​قاسم سليماني​ ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ​أبو مهدي المهندس​، والإعلان عن ذلك بشكل رسميّ، يمثل خطوة تصعيدية كبيرة نخشى تداعياتها الكبرى على استقرار المنطقة وأمنها واقتصادها".

واضافت: "إنَّنا نرى هذا العدوان الواسع النطاق والدلالات والأبعاد والرسائل هدية جديدة تقدّمها الإدارة الأميركية ل​اسرائيل​ التي لطالما حثّها مسؤولوه على استهداف ​ايران​"، مضيفة: "وقد كانت اسرائيل ترى في سليماني خطراً على كيانها وعلى حركتها ونشاطها على مستوى المنطقة كلّها، بدعمها العمليّ لحركات ​المقاومة​ وفصائلها في المنطقة عموماً، وفي ​فلسطين​ على وجه الخصوص".

ودان هذا الاعتداء، متوجها بأسمى آيات العزاء إلى قائد ايران ورئيسها وحكومتها، وإلى الشعب الإيراني والشعب العراقي وحكومته، ونقول للَّذين يعتقدون بأنهم بذلك يحققون انتصاراً، إنَّ الوقائع أثبتت أن القتل والاغتيال يزيدان الأمة إصراراً وثباتاً على المضي في تحقيق أهدافها الكبرى وتحرير الأرض والمقدسات.


وشدد على انه "في ​لبنان​ لا يزال ​اللبنانيون​ يأملون بأن يحمل إليهم ​العام الجديد​ تباشير أمل ببدء الخروج من النفق المظلم الذي دخل إليه الوطن على كلّ الصّعد، بفعل التردّي الّذي يعيشونه على مستوى توفير الخدمات، وغلاء الأسعار، وازدياد معدلات ​البطالة​ بفعل تسريح ​العمال​ بسبب إقفال الشركات والمؤسَّسات، وعدم انتظام سعر ​الليرة اللبنانية​، وتعرضهم للإذلال على أبواب ​المصارف​، والخوف على مدخراتهم وجنى عمرهم، وخوفهم المستمر من تداعيات الاحتقان الداخلي، سواء على المستوى الطائفي أو المذهبي أو السياسي، على الاستقرار، وتهديدات اسرائيل المستمرة للبنان، وتداعيات ما يجري على مستوى المنطقة المحيطة به"، مشيرا الى أن "العلاج يمكن أن يتوافر إن قررت القوى السياسيّة الخروج من حساباتها الخاصَّة أو الطائفيّة أو المذهبيّة أو الحزبيّة، والتعاون فيما بينها لإنقاذ بلد لن يخرج من كلّ أزماته إلا بتعاون الجميع وتضافر جهودهم لأجله، فلا يمكن أن يُبنى بالمناكفات أو الصراعات أو الإقصاء أو الإلغاء، هو بلد لا يبنى إلا بكل طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسيّة"، لافتا الى أننا "جرَّبنا كلّ هذه السّياسات، وهي لن تنتج إلا خراباً ودماراً وإفلاساً، فلنوفر على هذا البلد تكرار ما حصل من ماضٍ لا نريد العودة إليه، ولنعد إلى الطاولة الواحدة؛ طاولة اللقاء لخلاص هذا الوطن"ن مجددا الدعوة لكل القوى السياسية بأن تتكاتف جهودها للإسراع بتأليف حكومة نريدها أن تكون حكومة كفاءات قادرة على القيام بخطوات عمليّة لإنقاذ البلد من الهاوية التي وقع فيها ووقف الانهيار؛ حكومة تلبي احتياجات مواطنيها قبل أن تلبي احتياجات الخارج، حكومة تجمع اللبنانيين حولها من خلال تشكيلها وأدائها وما تقدمه لهم من حلول.

وشدد على إنَّ "اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصَّبر تشكيل هذه ​الحكومة​، بعد أن أصبح واضحاً أن ظروف البلد لم تعد تحتمل، وأنه لم يعد يستطيع أن ينتظر التسويف والمماطلة في التأليف"، مضيفا:"إنّنا نعي الهواجس الَّتي تشعر بها هذه الطائفة أو هذا المذهب أو ذاك الموقع السياسي، والتي ندعو إلى أن تؤخذ بعين الاعتبار، وأن تذلّل ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، ولكنّنا في مرحلة نحن أحوج ما نكون فيها إلى المنطق الذي عبر عنه أمير المؤمنين يوم أبعد عن الخلافة، فقال "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين"، مشددا على أنه "كان همّه أن تسلم أمور المواطنين وأن يسلم الوطن كلّه، فالوطن إن سقط، فسيسقط معه الجميع، وإن نهض فسينهض بالجميع سنبقى نراهن على الواعين والمضحّين، فهؤلاء كانوا دعامة الوطن في مواجهة الاحتلال ودعامته من أجل البناء".

المصدر: النشرة اللبنانية

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.