ولفت في حديث صحافي، إلى أنّ "حالة العنف الّتي بدأنا نشهده قد تعود إلى شعور من شاركوا في الحراك، أنّه لا بدّ من استخدام العنف حتّى يتمّ إرغام الدولة على القيام بمسؤوليّاتها، ومن المؤكّد أنّ القوى الأمنية ردّت على هذا العنف، ونحن نأمل من القوى الأمنية أن تكون أكثر حكمة وألّا تستفزّ الشارع بشكل أكبر حتّى لا يحدث انفلات عن الإطار الموجود حاليًّا". وركّز على أنّ "الحل في لبنان ليس سهلًا، لأنّ الوضع وصل إلى مرحلة من التدنّي على المستويات الاقتصاديّة والمعيشيّة والسياسيّة، وفي القوت الحالي نجح الأفرقاء في تشكيل حكومة، لكنّنا لا نشعر أنّ مثل هذه الحكومة قادرة على تقديم حلّ جذري لمشكلة البلد. دائمًا نؤكّد أنّ حلّ المشكلة في لبنان لا يتمّ إلّا من خلال توافق الجميع، وهنا نقصد بالجميع الداخل اللبناني والقوى الخارجية المؤثرة".
ووجد فضل الله أنّ "فريق الحكم قادر على استعادة ثقة الشارع إذا شعر الآخر أنّ هناك تغييرًا جديًّا، ويبدو أنّ ثمّة نفسًا جديدًا في التعامل مع الأزمة نريد له أن يستمر ويشتد"، مشيدًا بـ"الدور المميّز الّذي تقوم به الكويت سواء في ما يخصّ علاقتها بلبنان أو على صعيد علاقتها بدول المنطقة، فالكويت حريصة من خلال قياداتها ورموزها على إيجاد سبل التفاهم بين الجهات الّتي دخلت في إطار الصراع أو النزاع الموجود حاليًّا في المنطقة، سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو على الصعيد الإسلامي". وتوقّع أن "يكون دائمًا للكويت دورًا أساسيًّا في هذا المجال، رغم التعقيدات الكبيرة جدًّا الّتي يصعب إيجاد حلول لها في بعض الأحيان".
وأعرب عن أمله أن "يكون للكويت دورٌ في لبنان لحاجة هذا البلد إلى من يعمل على ردم الهوّة بين مكوناته، ولاسيما أنّ الكويت موضع احترام الجميع، فنحن دائمًا نشعر من خلال لقاءاتنا في الكويت، أنّ هناك محبّة خاصّة للبنان واهتمام كويتي بما يجري على ساحته، وأنّها على استعداد لتقديم أي شيء إلى لبنان".
وعن توسّع النفوذ الإيراني في المنطقة، أشار إلى أنّ "إيران تمسّكت بالقضية الفلسطينية بعدما تخلّت أكثر من دول العالم عنها لحساب الكيان الصهيوني، الّذي شرعن سيطرته على القدس والجولان والّذي يبدو أنّ لا حدود لأطماعه"، مبيّنًا أنّ "توسّع الدور الإيراني ناجم عن غياب الدور العربي الّذي يتحمّل مسؤوليّة ملء الفراغ القائم. ونحن نرى أنّه لا بد من الابتعاد عن أسلوب الاتهامات المتبادلة، وبصرف النظر عن صحّة بعضها وخطأ البعض الآخر، نحن نتمنّى أن يتعاون الجميع لمواجهة أطماع إسرائيل، وخصوصًا أنّ القضية الفلسطينية لا يختلف عليها أحد؛ وربّما يكون الاختلاف الحاصل يتعلّق بالآليات والوسائل في كيفيّة التعامل معها".
كما نوّه فضل الله إلى أنّ "كل جهة تسعى إلى التفكير في المستقبل وكيف تعزّز موقعها أكثر وتستفيد ممّا حصل لتحسين موقعها الراهن. الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تستفيد ممّا حصل من أجل إضعاف نفوذ إيران في المنطقة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران الّتي تريد أنّ تستفيد من الأمر لإضعاف النفوذ الأميركي في المنطقة، وفي النهاية لا أتصور أن تدخل المنطقة في إطار حرب".
وشدّد على أنّ "المرجعية الدينية في العراق حريصة على ألّا يكون العراق ساحة حرب، ولا أتصور أنّ أحدًا يريد أن يسيء إلى علاقته بالعراق، الكل يسعى لتحسين موقعه في هذه المرحلة".
المصدر: النشرة اللبنانية