أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، خلال احتفال تأبيني في حسينية الهادي في الأوزاعي، أن "محاولات كثيرة جرت خلال العقود والسنوات الماضية، لتصفية القضية الفلسطينية، وتشتيت الشعب الفلسطيني، والقضاء على حقوقه التاريخية والمشروعة، لكن أخطر هذه المحاولات على الإطلاق اليوم هو ما يسمى بصفقة القرن التي أعلن عنها ترامب قبل أيام، فهي عدوان أميركي إسرائيلي ليس على الشعب الفلسطيني وحده، وإنما على كل الأمة"، وقال: "هذه الصفقة هي أكبر مؤامرة تتعرض لها القضية الفلسطينية والأمة في تاريخها، لأنها مشروع أميركي صهيوني رسمي وعلني كامل، ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل وللقضاء على كل حركات المقاومة في المنطقة، وضرب كل من يدعم فلسطين والشعب الفلسطيني، وضرب محور المقاومة".
أضاف: "ان هذا المشروع تتواطأ فيه بصورة علنية دول غربية وأنظمة عربية وخليجية وفي مقدمهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي هو شريك أساسي في إعداد هذه الصفقة، ومطلع على كامل تفاصيلها، وهو تولى تهديد الفلسطينيين والضغط عليهم للقبول بها كما كشفت الصحف الإسرائيلية بالأمس".
واعتبر انه "من واجب كل العرب والمسلمين، حكومات وشعوبا، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، ان يعبروا وبكل الوسائل والأشكال عن تمسكهم بالقدس وفلسطين، وبقضية الشعب الفلسطيني، وأن يعلنوا رفضهم القاطع لهذه الصفقة ولهذا المشروع، وأن يضعوا الخطط العملية والإمكانات اللازمة لمواجهتها وإسقاطها، حتى الدول المتواطئة عليها ان تعيد حساباتها، وعليها ان تعرف ان بتواطئها على فلسطين والشعب الفلسطيني ترتكب أعظم خيانة بحق الإسلام ومقدسات الإسلام وبحق الأمة، وبحق أقدس قضية لديها، وأن المشاركة في إعداد هذه الصفقة وتنفيذها هو خيانة موصوفة لفلسطين والقدس ولكل مقدسات الأمة".
وتابع: "في الوقت الذي يطلب من الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم لمنع تمرير صفقة القرن، يبقى الرهان الأساسي على صلابة الموقف الفلسطيني، ومقاومة الشعب الفلسطيني المناضل والعظيم، الذي لطالما كان عصيا- رغم كل الآلام والمعاناة والجراح والقتل والمجازر- عصيا على اليأس والإحباط وعلى المؤامرات والصفقات، وبقي في داخل فلسطين وفي الشتات وفي المخيمات وبالرغم من كل الظروف القاسية والصعبة، متمسكا بأرضه، وبقضيته، وبمقدساته، وبحقه في العودة، وهو أعلن بكل مكوناته عن موقفه الموحد الرافض لهذه الصفقة والرافض للاستسلام الخضوع ولكل محاولات الضغط والابتزاز".
وقال: "طالما أن الشعب الفلسطيني يجمع على رفض هذه الصفقة، ويتمسك بحقوقه المشروعة، فإن هذه الصفقة ستفشل وتسقط كما سقط غيرها من المؤامرات والصفقات، وستفشل معها كل الأهداف والأحلام والأماني للصهاينة والأميركيين ومن معهم من العرب".
ورأى أنه "على لبنان ان يبقى محصنا بوحدته الداخلية وبإجماعه الوطني الرافض لهذه الصفقة، لأن لبنان أول المستهدفين بعد فلسطين بهذه الصفقة، من خلال فرض توطين اللاجئين الفلسطينيين، ولذلك على كل القوى السياسية في لبنان دعم الموقف الرسمي الحاسم الذي سيتخذه لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والالتفاف حول الحكومة الجديدة لمواجهة مخاطر هذه الصفقة، وكل المخاطر والتحديات التي يتعرض لها لبنان، بدل التصويب على الحكومة ورفض التعاون معها ومحاولة تعطيل المؤسسات وشل البلد".
وشدد على أن "الحكومة الجديدة هي حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين وليست حكومة فريق سياسي معين أو تيار أو حزب، ونأمل ان تكون حكومة منسجمة وفاعلة تعمل كفريق وطني واحد لإنقاذ البلد ومنع الانهيار".
وقال: "حزب الله بذل أقصى جهد من أجل معالجة العقد وتذليل العقبات، وقدم كل التسهيلات لكي تكون هناك حكومة، وهو سيقدم كل التسهيلات لنجاح الحكومة، لأن نجاحها فيه مصلحة لجميع اللبنانيين".
أضاف: "الجميع في لبنان مطالب بالتعاون وتقديم التسهيلات للحكومة وإعطائها الفرصة الكاملة والوقت الكافي لنرى أفعالها وإنجازاتها والنتائج التي يمكن ان تحققها قبل الحكم عليها".
وختم دعموش داعيا الحكومة الى "أن تكون على قدر آمال اللبنانيين وتطلعاتهم وصرخاتهم، وان تثبت جديتها وقدرتها على تحمل المسؤولية، وهي معنية بتقديم تجربة مختلفة عن تجارب الحكومات السابقة، وعليها ان تعتبر ان أولويتها الأولى معالجة الأزمات التي يمر بها البلد اقتصاديا وماليا واجتماعيا ومعيشيا، فالأوضاع المالية والمعيشية لا تحتمل التأخير أو التعاطي غير الجدي، ولذلك ليس أمام الحكومة متسع من الوقت للبدء بتقديم إنجازات ملموسة تستطيع من خلالها إرضاء اللبنانيين القلقين على مستقبلهم ومصيرهم".
المصدر: الوكالة الوطنية