05 February 2020 - 16:50
رمز الخبر: 455404
پ
السيد القبانجي:
أكد إمام جمعة النجف الاشرف "الثورة الاسلامية اثبتت ان الدين قادر ان يطيح بطاغوت ويؤسس نظام سياسي وان يحافظ على هذا النظام ويواجه تحديات العالم".

افاد مراسل وكالة رسا للانباء في النجف الاشرف، ان امام جمعة النجف الاشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي اكد خطابه في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران على اهم معطيات ودلالات الثورة الاسلامية مؤكدا سماحته: ان هذه المعطيات لم تكن مألوفة في العالم من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الى قيام الثورة، اذ لم يشهد التاريخ مثل هذه المعطيات.

وأضاف مراسلنا ان إمام جمعة النجف الاشرف ومؤسس جامعة الإمام المهدي(ع) النموذجية للدراسات الدينية سماحة السيد صدر الدين القبانجي اشار خلال محاضراته الأسبوعية للطلبة إلى أهم المعطيات التي تمثلها الثورة الإسلامية وهي:

اولا: قدرة الدين:

اذ هناك نظرية يطرحها الغرب وهي تهميش الدين، مفادها ان الدين غير قادر او انه غير صالح للاستعمال، الا ان الثورة الاسلامية اثبتت ان الدين قادر ان يطيح بطاغوت ويؤسس نظام سياسي وان يحافظ على هذا النظام ويواجه تحديات العالم.

ثانيا: قدرة الشعوب:

ان عملية التغيير كانت عبر التاريخ بعدة طرق، اما عن طريق انقلابات عسكرية او عبر حركات مسلحة او عبر الاحزاب السياسية، الشيء الذي صنعته الثورة الاسلامية في ايران هو التدليل على قدرة الشعوب بتغيير الحكم والنظام، وان الامام الخميني غير الحكم لا عن طريق الاحزاب السياسية ولا عن طريق الانقلابات العسكرية ولا عن طريق الحركة المسلحة، وانما عن طريق الامة والشعب، وهذا النهج هو الذي اتعبه الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فانه لم يقم بعملية الاغتيالات وعمليات عسكرية وانما قام بتغيير الشعب، حتى قالت قريش: (يا ابا طالب ان ابن اخيك قد سفه احلامنا، وسب الهتنا وافسد شبابنا، وفرق جماعتنا…)، وهذا يعني ان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) اعتمد في ثورته على الامة ودورها في التغيير.

ثالثا: قدرة المؤسسة الدينية:

هناك اتجاهان في بيان وظيفة المؤسسة الدينية، فالاتجاه الاول يرى ان وظيفة المؤسسة الدينية هي حفظ الدين فقط، الا ان الاتجاه الثاني يرى ان وظيفتها حفظ الدين وحفظ الامة ايضا، اذ يرى هذا الاتجاه ان الانبياء ليست وظيفتهم ايصال وابلاغ الامم بالرسالة الالهية فقط، وانما ايضا وظيفتهم انقاذ الامة، فالامام علي(عليه السلام) كان واعظا وفي نفس الوقت كان قائدا سياسيا، ان هذا الاتجاه (الثاني) هو الذي قاده الامام الخميني(قدس).

وفي الختام وبعد ان استمع سماحته الى مداخلات الطلبة، اشار الى الصراع الموجود في ايران، مبينا سماحته ان الصراع الموجود يدور حول قضيتين:

القضية الاولى: الثورة الاسلامية عالمية ام قومية؟

القضية الثانية: معايشة ام معاداة الاستكبار العالمي؟

ففي القضية الاولى، بين سماحته ان هناك اتجاهين: اتجاه مدني واتجاه ديني، فالاتجاه المدني يرى ان ما حدث في ايران يجب ان يكون مختصا لايران وشعارهم (ايران للايرانيين) وهذا يعني جعل الثورة قومية لا عالمية، والاتجاه الثاني يرى ان الثورة الاسلامية ثورة عالمية تهتم بكل الشعوب وتهتم بالمسلمين والمستضعفين، فهي ليست ثورة قومية محلية وانما ثورة عالمية، مؤكدا سماحته ان هذا الاتجاه قاده الامام الخميني والان يسير على خطاه الامام الخامنئي.

وفيما يخص القضية الثانية، اكد سماحته ان هناك ايضا اتجاهين: فالاول يرى ضرورة المعايشة مع الاستكبار العالمي وان تكون ايران كاليابان والصين، والاتجاه الثاني يرى ضرورة المعاداة مع الاستكبار العالمي وذلك لاختلاف الحضارة، مبينا سماحته ان الاتجاه الثاني هو الذي انتصر في ايران وهو الاتجاه الذي قاده الامام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) ولم يتحقق النصر الا بالتضحيات، فكان الشعب كل يوم يسمع تعرض قيادات هذا الاتجاه لمحاولات الاغتيال، ولم يسمع باغتيال قيادات الاتجاه الاول، والسبب هو ان الاتجاه الثاني كان يشكل خطرا على الاستكبار العالمي.

الكلمات الرئيسة: النجف الاشرف السید القبانجی
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.