أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء في النجف الاشرف ان امام جمعة النجف الاشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي اشار في محاضرته الأخلاقية الأسبوعية خلال كلمته التي القاها في جامعة الامام المهدي(عليه السلام) النموذجية للدراسات الدينية الى ان الهدف من بعثة الانبياء والرسل هو إيصال وهداية الإنسان إلى مراتب الكمال الإنساني.
واضاف مراسلنا ان سماحة السيد القبانجي ابتدأ حديثه بقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): (فاطمة بضعة مني وأنا منها، فمن آذاها فقد آذاني [ومن آذاني فقد آذى الله]) مشيرا الى ان هناك توأمة بين رضا الله تعالى ورضا الزهراء(عليها السلام) وبين غضب الله وغضبها، وهذا يعني ان الزهراء (عليها السلام) كانت نموذجا للانسان الكامل وانها اقتربت من الله تعالى كالرسول (ص): (فكان قاب قوسين او ادنى) ولكن هذا الاقتراب ليس اقترابا مكانيا وانما اقترابا روحيا معنويا من خلال الالتصاق والاقتراب بالقدرة المطلقة.
مؤكدا سماحته ان مراتب الكمال لم تكن محصورة بالمعصومين(عليهم السلام) بل يمكن ولو بشكل نسبي ان يصل اليها غير المعصوم، اذ يستطيع الانسان ان يدرج مدارج الكمال ويصل الى مرتبة يذكرها العرفاء (اتحاد العابد والمعبود) بمعنى ان يذوب الانسان في المطلق وان يكون لا شيء، وهذه منزلة عظيمة وصل اليها المعصومون وغيرهم بشكل نسبي من اصحاب الرسول والائمة(عليهم السلام)، والعلماء والفقهاء في عصر الغيبة.
ثم بين سماحته ان الهدف من بعثة الانبياء والرسل هو هداية الانسان وايصاله الى مراتب الكمال، مشيرا الى مجموعة من الاحاديث والروايات الشريفة التي تبين للانسان طرق التكامل، كقول الامام العسكري(عليه السلام): خصلتان ليس فوقهما شئ: الايمان بالله ونفع الاخوان.
وفي ختام حديثه اشار سماحته ان طالب العلم اليوم يجب ان يسعى للوصول الى اعلى مراتب الايمان بحيث يرى انه لا يملك شيئا ويذوب في القدرة المطلقة الالهية، مؤكدا ضرورة الالتزام بالجانب الاخلاقي والروحي للطالب، وان العلم لا يوصل الانسان الى هذه المراتب الايمانية، فالعلم رغم اهميته الا انه مقدمة لذي المقدمة، فابليس هو اعلم منا الا انه لم يصل الى الكمال.