قبلان
وألقى المفتي قبلان كلمة تحدث فيها عن قيم الإيمان التي تدعو إلى الصلاح والإصلاح، مستشهدا بقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، وقال: "ان إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، كما يقول رسول الله(ص). لذا أدعوكم إلى التسامح والصبر وكظم الغيظ وعدم الانجرار إلى الفتن، فالدماء غالية وعزيزة، ولا تعوض لا بمال ولا بأي أثمان أخرى (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)، ولا تكونوا من المعتدين أو الظالمين، فأنتم يا إخواني أبناء منطقة بعلبك - الهرمل أبناء نخوة وكرم وجهاد، ومنطقتكم محرومة ومهملة منذ إعلان دولة لبنان الكبير، ولكن هذا لا يجوز أن يخرجكم عن دينكم، وعن إيمانكم، وعن شهامتكم، كي تتحولوا إلى مجرمين بحق بعضكم، أو معتدين على القوى الأمنية والعسكرية، كما حصل بالأمس في منطقة الهرمل، وأدى إلى استشهاد ثلاثة عسكريين، هذا عمل مرفوض ومدان بكل المعايير. فالقوى العسكرية هم أبناؤنا والاعتداء عليهم هو اعتداء على جميع اللبنانيين. وعليه أدعوكم إلى نشر ثقافة التسامح، والإصلاح ووأد الفتن، وعدم التحريض، والامتناع عما يسيء إلى سمعتكم ودينكم، المؤمن ثبوت عند المكاره، وصبور عند البلاء، وشكور عند الرخاء، يرفض العدوان، ولا يأبى الظلم حتى على الأعداء".
وأضاف: "نحن في ظروف صعبة، والبلد أمام مفترقات خطيرة، ما يعني أننا جميعا مسؤولون، وكل في موقعه، وبحسب قدراته وإمكانياته. وعليه، فأنا أناشدكم جميعا الهدوء والتعقل وخفض الجناح، ورد الإساءة بالإحسان، على قاعدة قول أمير المؤمنين: "أحسن لمن أساء إليك"، فليكن خطابنا دعوة دائمة إلى التواد والإلفة، والسعي إلى الخير العام، فالبلد ينادينا جميعا، لأن نكون كالبنيان المرصوص في أقوالنا وأعمالنا، مبتعدين عما يسيء إلى وحدتنا وتآزرنا، قاطعين الطريق بوجه المتربصين والحاقدين والمتآمرين على هذا البلد".
وفي الختام شكر المفتي قبلان الذين شاركوا وساهموا في إنجاح هذه المصالحة، شاكرا آل زعيتر وآل الأتات على تجاوبهم وانصياعهم لصوت الحق والعقل.
المصدر: الوكالة الوطنية