وأوضح سماحته في كلمته الأسبوعية بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، بأن الشعب العراقي كان شعباً متميّزاً يقوم بقيادة العالم الإسلامي بأسره، حيث كانت بغداد عاصمة العالم الإسلامي، ولكنّ سقوطها بيد هولاكو، سبّب نكسةً ثقافية لدى أبناءه، مما أخذت ثقافته تتسم بطابع الحزن، ولكنّ الأمر بات اليوم أسوء مما مضى، بسبب الوسائل الإعلامية المتنافسة والتي لا تظهر سوى المعايب والسلبيات، ومحاولة تحطيم الجهة المقابلة.
وبيّن المرجع المدرسي أن الشعب العراقي يمتلك أدباً رفيعاً في مخاطباته، ولكنّ هذه الثقافة السوداوية، أدّت بالبعض إلى أن يستعملوا الخطاب الرذيل والمهين، مشيراً إلى أن من سمات التراجع الثقافي الحاصل، هو الإتهام السريع والمتبادل بين ابناء الشعب، مما أدى إلى البعض أن يتهجّم حتى على حماة البلد والمدافعين عنه.
ودعا سماحته العلماء والخطباء وأصحاب الأقلام الحرّة، إلى تحمل مسؤوليتهم في نشر الثقافة الإيجابية والتفاؤلية، وتطوير خطابهم في السعي نحو خلق تيارٍ يدعو إلى المحبة بين أبناء الشعب ورفع الغل من قلوبهم تجاه بعضهم البعض، كما دعا الوسائل الإعلامية إلى إظهار الجوانب الإيجابية في البلد أيضاً، مبيناً أن ذلك كله من صميم التعاليم الإجتماعية في الدين الحنيف، حيث النهي عن اساءة الظن والإتهام وعدم التجسس وما أشبه، والدعوة إلى التفاؤل المتجسدة في قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله” تفائلوا بالخير تجدوه”.
وفي سياقٍ متصل، دعا المرجع المدرسي ابناء الشعب العراقي إلى الإلتفاف حول المفكرين والعلماء المجددين، وأصحاب الأطروحات والخطاب المتناسب مع متطلبات العصر، لدرء أخطار الثقافات السلبية وترسيخ الثقافة القرآنية في المجتمع.
المصدر: موقع مكتب المرجع المدرسي