اشار سماحة العلامة الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء علیها السلام فی صیدا، الى انه "لیس هناک مؤشرات کافیة على أن العام الجدید سیکون عام التسویات وتوقف الحروب. وما یشاع من أجواء تفاؤل لا تعبر بالکامل عن الحقائق وإنما هی مجرد أمنیات تتضارب الأراء حول إمکانیة ترجمتها فی ظل التصادم والتناقض بین مصالح الدول الصغیرة منها والکبیرة".
ولفت الى ان العمدة فی أی استقرار نموذجی فی المنطقة یکمن فی استعادة الفلسطینین حقوقهم الکاملة ، وخروج القوات الأجنبیة المحتلة بلا قید أو شرط ، وإستعادة الأمم المتحدة دورها الوازن فی تعزیز الروابط القیمة والاقتصادیة والثقافیة بین الشعوب والدول بما یفتح أفقاً فی جدار هذا العالم الذی تحوّل إلى غابة یستند القانون فیها إلى الأقوى. ولا تزال الدول القابضة على مقدرات العالم تتعامل مع کثیر من القضایا باستعلاء ولامسؤولیة ، خصوصاً قضایا أمتنا ومنطقتنا حیث یلتزمون منهجاً یقوم على تأجیج المشاعر المذهبیة والطائفیة والعرقیة وإشاعة الفوضى والتخریب وتهشیم الدول الوطنیة بغرض الاستیلاء على ما تبقى من ثروات. لذلک من العبث أن ترفع هذه الدول شعار حقوق الإنسان والدیمقراطیة فیما تکرس بنفسها ظلم الإنسان والاستبداد بطرق فظة. فأی سفه وفجاجه ووقاحة من هذه الدول التی جعلت الاستقرار فی أکثر بلدان العالم أمنیة بعیدة ، ومن السلام مطلباً لا یُنال".
واضاف من هنا تأتی وحدة المسلمین ملحة على أساس ثقافة إنسانیة شاملة ، ووحدة العرب ضروریة على قاعدة حضاریة تتجلى فیها معانی اللقاء والحوار والتسامح والتعددیة کی تلتقی طموحات الإنسان مع رسالة السماء.