16 January 2015 - 15:00
رمز الخبر: 8903
پ
السید فضل الله:
رسا- قال السید علی فضل الله"نقدر الانفتاح الذی یقوم به العراق على محیطه العربی والإسلامی، وخطاب مدّ الید إلى کلّ العالم العربیّ والإسلامیّ، الَّذی تحدث به قائد الثورة الاسلامیة فی ایران السید علی الخامنئی، خلال الاحتفال فی عید المولد النبوی، وما صدر عن الأزهر الشریف من دعوته إلى الحوار الإسلامی ـ الإسلامی".
سماحة السيد فضل الله

 

ثمن السید علی فضل الله فی خطبة الجمعة "التَّضامن الّذی عبر عنه اللبنانیون جمیعاً بکلّ تنوّعاتهم ومواقعهم بعد تفجیر جبل محسن، ولا سیما فعالیات طرابلس وجبل محسن، فی مواجهة الجریمة، حیث قدموا من خلال ذلک رسالة واضحة برفض الفتنة الَّتی أراد الإرهاب إشعالها مجدّداً فی هذه المنطقة، وهم بذلک فوتوا الفرصة على من خطّط لهذه الجریمة، وسعى لاستثمارها، فلم یُخدعوا بالإثارة المذهبیَّة، من خلال الإیحاء بغبنٍ لهذا المذهب من المذهب الآخر، أو بدغدغة مشاعر أهالی الضحایا الذین سقطوا فی مسجدی التّقوى والسلام"

واضاف"فی ظل کل المخاوف التی یعیشها اللبنانیون، فإنّنا ندعوهم، نتیجة ما یجری فی الداخل، والخوف من انعکاس تداعیات الخارج علیه، إلى الاستمرار فی العمل على تثبیت الأرض الّتی یقفون علیها، من خلال تفعیل الحوار الّذی یوصل إلى نتائج إیجابیّة، والمتابعة الجادة للملف الأمنیّ، بما یسمح بمتابعة الخطة الأمنیة لتشمل کل المناطق اللبنانیّة، ومعالجة الملفات الکبیرة، وتسییر عجلة الدولة، ومعالجة الأزمات الاقتصادیة والمعیشیة، وأزمة الفساد فی المؤسَّسات کافّة، وتقدیم کل الدعم للجیش اللبنانیّ والقوى الأمنیة".


کما وثمن فضل الله "الدور الفعال الّذی تقوم به هذه القوى، وآخره ما جرى فی سجن رومیة، الّذی بقى ملفه عالقاً لفترات طویلة، رغم کل التداعیات السلبیة التی ولَّدها على الصّعیدین الإسلامیّ والوطنی"، داعیاً الجمیع إلى أن "یکونوا على مستوى المخاطر التی یعیشها الوطن، فلا یفرطوا فی التضامن الحکومی، الذی بات آخر معاقل الحفاظ على الدولة، بل علینا أن نعمل بکلّ جدیة، کی لا تهتزّ الحکومة ومعها البلد فی أی ملف خلافی، کما حصل أخیراً فی ملفّ النفایات، وکما قد یحصل فی أیّ ملف آخر"، مشیراً الى إنّ "هذا التضامن الّذی یعزز وحدة الشعب والوطن، بحاجة إلى رعایة وعنایة فائقة من قبل الجمیع، ولا سیما فی ظلّ استمرار الحریق فی الجوار، والذی ما زال یهدد لبنان بالاشتعال".

وأضاف "نصل إلى ما حدث فی فرنسا، حیث کنا ننتظر أن یدفع هذا التضامن الإسلامی الرسمی والشعبی العالمی معها، فی مواجهة الإرهاب الذی لحق بها، باتجاه إعادة النظر فی أسلوب التعامل الحالی مع المسلمین، وسیاسة عدم المبالاة بمشاعرهم، والإساءة إلى مقدّساتهم، وخصوصاً النبی محمداً(ص)، وذلک عبر إرساء قانون یحرم کلّ ما یسیء إلى رموزهم، أسوةً بتحریم کل ما یسیء إلى السّامیة، لکون ذلک یساهم فی تعزیز العلاقة الّتی نریدها بین مکونات المجتمع الفرنسی کافة، وبین الغرب والعالم الإسلامیّ، ویمنع الساعین إلى العبث بهذه العلاقة، من أن یدخلوا على خطّها.. لیکون الحدیث هو حوار الأدیان والحضارات، بدل الحدیث عن صراعها، لکننا وللأسف، لم نشاهد إلا إیغالاً فی مسلسل الإساءة والإهانة والاستفزاز لمشاعر المسلمین، والَّذی برز فی محتویات العدد الجدید من المجلّة الفرنسیة، حیث لم یعد جائزاً التلطی وراء شعار حریة التّعبیر، بهدف الإساءة إلى الآخرین ومعتقداتهم".

ودعا الى "مراجعة جذریة لهذه السیاسة، ومواجهة کل دعوات التطرف فی الغرب الَّتی تسیء إلى المسلمین، وتهدّد وجودهم فی فرنسا وغیرها من دول الاتحاد الأوروبی"، مثمناً "المواقف والمسیرات التی انطلقت من فرنسا ومن ألمانیا وغیرهما، والَّتی أکَّدت احترام الإسلام ورموزه، والفصل بینه وبین الإرهاب، والإصرار على إقامة أحسن العلاقات مع المسلمین فی داخل أوروبا وغیرها"ن منوهاً "بکلام البابا فرنسیس فی تأکیده أنّ حریة التعبیر لا ینبغی أن تؤدی إلى الإساءة إلى الأدیان".

کما ودعا المسلمین الّذین هزّهم الظلم اللاحق برسولهم والإساءة إلیه، إلى أن "یکونوا بمستوى أخلاق نبیهم وحکمته فی مواجهة الذین أساؤوا إلیه، حین دعاهم إلى الحوار والتّفکیر ملیاً فیما قالوه ونسبوه إلیه، فحوَّل أعداءه إلى أناس یحترمون الإسلام والمسلمین، ویکرمون رسولهم"، مشیراً الى إنّ "المطلوب من المسلمین أن لا ینطلقوا فی خطواتهم من وحی الانفعال والارتجال وردود الفعل، بل من خلال خطَّة مدروسة، تدرس الأسباب وتعالجها، وتحول ما جرى إلى فرصة لتعریف الناس أکثر برسول الله وبسیرته، وتبیان صورة الإسلام الأصیل البعید عن التطرّف والإلغاء".

وشدد على "ضرورة العمل لمعالجة کل الأسباب التی أدت وتؤدی إلى التوتر فی البحرین"، داعیاً إلى "إعادة الحوار بین کل مکوناته، فما نریده لهذا البلد، أن یکون عنواناً من عناوین الوحدة الإسلامیّة والوطنیة"، مضیفاً إننا "أحوج ما نکون فی هذه المرحلة إلى التضامن العربی والإسلامی، فی مواجهة الإرهاب الذی یهددنا، وفی مواجهة کل الذین یسعون إلى إضعافنا وإفقارنا وإدخالنا فی الفوضى والفتن".

وثمن فضل الله "أی جهد یبذل فی هذا الاتجاه"، مضیفاً "نقدر الانفتاح الذی یقوم به العراق على محیطه العربی والإسلامی، وخطاب مدّ الید إلى کلّ العالم العربیّ والإسلامیّ، الَّذی تحدث به قائد الثورة الاسلامیة فی ایران السید علی الخامنئی، خلال الاحتفال فی عید المولد النبوی، وما صدر عن الأزهر الشریف من دعوته إلى الحوار الإسلامی ـ الإسلامی، والإسلامیّ ـ المسیحی، إضافةً إلى دعوات الحوار التی یسعى إلیها لحل الأزمات فی سوریا ولیبیا، وغیر ذلک من الخطوات".

ودعا الدولة اللبنانیة وکل الجهات القادرة، إلى "تحمل مسؤولیتها فی الإسراع فی مدّ ید العون إلى المتضررین من العاصفة من هذه العاصفة، ولا سیما المستضعفین، فی ظل الحاجة المتزایدة إلى وسائل التدفئة وسبل العیش الکریم، وکذلک إلى الوافدین إلى هذا البلد من النازحین السوریین".

 

الكلمات الرئيسة: ایران رسا لبنان السید فضل الله
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.