قال السید عمار الحکیم خلال الحفل التأبینی الذی أقامه بمکتبه فی بغداد بمناسبة الذکرى السنویة لرحیل زعیم الطائفة الإمام السید محسن (قدس) " اذا اردنا ان نواجه التحدیات ونتخلص من الاشکالیات التی تعتری طریقنا وطریق تقدمنا فی هذه المرحلة لابد ان نبدأ من وحدة وطنیة حقیقیة والوحدة ضمن المکون الواحد والمکونات الاخرى ".
واشار الى انه" نحن بحاجة الى نظریة السلة الواحدة فی الحلول والتی تطمئن کل المکونات على حد سواء , وان کان یتطلب منا ان نذهب الى کردستان ونبرم عقد یحفظ مصالح الحکومة الاتحادیة والشعب العراقی والاقلیم ، فعلینا ان نخطو خطوات مشابهة فی المناطق الجنوبیة والغربیة ونلبی احتیاجاتها لنصل الى حلول متوازنة تطمئن الجمیع ".
وبین " نشهد الیوم تقدما ملفتا فی مواجهة عصابات داعش الارهابیة على کافة الاصعدة والجبهات من قواتنا المسلحة والمتطوعین من الحشد الشعبی وکذلک من قوات البیشمرکة التی تحقق انتصارات فی مناطق نینوى وکذلک من العشائر العربیة فی الانبار وما تحققه من انتصارات انه امر یثیر التفاؤل"، معبرا "عن شکره لهذه السواعد على ماتقدمه من نصرة للوطن ودفاعا عن المقدسات".
وتابع " علینا ان نستثمر هذه الاجواء بشکل صحیح واذا اراد الارهاب ان یوجد الفتنة والفرقة الطائفیة والقومیة فیما بیننا علینا ان نوحد صفوفنا ونجعل الارهاب سببا فی تشخیص عدو واحد نتوحد علیه وعلى مواجهته ".
واشار الى ان" الاجهزة المختصة فی الحکومة معنیة بتقدم الدعم اللوجستی والمالی والسلاح وکل مایتطلب للحشد الشعبی والقوات الامنیة لتحقیق الانتصارات ضد عصابات داعش".
وشدد على انه "لابد من غطاء قانونی لکل من یحمل السلاح بوجه داعش "، مبینا ان "السلاح یجب ان یکون بید الدولة ومن یحمل السلاح تلبیة لنداء المرجعیة یجب ان یکون ضمن الاطار الحکومی وکذلک العشائر من تحمل السلاح , ومن اراد ان یقدم الدعم للعراقیین علیه ان یقدمه للحکومة العراقیة وهی التی تتحمل مسؤولیاتها"، لافتا الى ان "العملیات المشترکة فی اکثر من مکون ، ولاسیما فی مناطق الاختلاط تمثل مدخلا مهما فی تعزیز اللحمة".
وقال السید عمار الحکیم " اننا نؤکد من جدید على ان تحریر الارض هو من مهمات العراقیین انفسهم ونحن قادرون کعراقیین على ذلک , والانتصارات التی تحققت هی خیر دلیل على ذلک , مبینا انه من المؤسف ان نسمع تصریحات مفادها تحشید قوات عسکریة من وراء الحدود ای داع لمثل هذا التحشید.
واضاف " اننا نحذر وبشدة من مثل هذه المحاولات والخطوات ومن یرید ان یقدم الدعم للعراق علیه ان یقدمه بالطریقة التی یحتاجها العراقیون انفسهم , مؤکدا رفضه لأی قوات اجنبیة على الارض.
وبشأن الاساءات المتکررة للنبی محمد {صلى الله علیه وآله وسلم} " جدد رئیس المجلس الاعلى السید عمار الحکیم استنکاره للرسوم المسیئة للرسول {ص}".
ودعا الاتحاد الأوروبی وفرنسا والدول الغربیة والولایات المتحدة الأمریکیة إلى تقنین قوانین تجرم الإساءة لمقدسات المسلمین ؛ کی لا یستفزوا مشاعر المسلمین ، مؤکدا ان لا خطاب مع الملحدین والمتطرفین وإنما الخطاب للدول والمؤسسات التی أبدت دعما لهم تحت ذریعة "حریة التعبیر ".
واعرب عن استغرابه من منطق مواجهة الإساءة للإسلام بحریة التعبیر ، فیما یجرم الغرب الإساءة للیهود بحجة معاداة السامیة او تجریم من ینکر محرقة الیهود بحجة إنکار حقیقة تأریخیة أو تجرم الإساءة للسود بحجة العنصریة وتجریم الإساءة للنساء بحجة الشوفینیة.
وبین ان الإرهاب عندما ضرب فرنسا استنکره جمیع المسلمین فی العالم ووقفوا بالضد منه وقفة واحدة ، مستدرکا لکن جاءت المکافأة لهم بدعم المسیئین للرسول الأعظم {ص} بحجة "حریة التعبیر".
وبشأن الذکرى السنویة لرحیل زعیم الطائفة الإمام السید محسن الحکیم {قدس} قال السید عمار الحکیم ان " شخصیة الامام الحکیم {قدس} حفرت محبتها فی قلوب العراقیین والمسلمین وکل من تعرف علیه , وتجسدت فیها منهج ومدرسة اهل البیت {ع} , مبینا ان الامام الحکیم یمثل منهجا وفکرا وسلوکا هو منهج مدرسة اهل البیت.
واستدرک بالقول " إذا اردنا ان نقف الیوم لمراجعة سریعة عن اهم الملامح التی جعلت الامام الحکیم یحظى بحب فی قلوب المسلمین , نجد ان هناک العدید من الملامح اولها البعد الشخصی , مبینا ان الامام الحکیم کان دقیقا ویهتم بخصلتی الصدق والامانة , کما ان الامام الحکیم یقوم باحتیاجاته الشخصیة بنفسه حتى ایامه الاخیرة.
وواصل ان " البعد العلمی الذی تمیز به الامام الحکیم {قدس} تمیز بسمات اربع , الدقة والرصانة العلمیة والایجاد والاستیعاب والشمولیة , والشجاعة فی تبنی الاراء , کما ان الامام الحکیم کان شجاعا فی طرح ارائه التی یتوصل الیها اثناء الدرس والتألیف.
واشار الى ان " الامام الحکیم نقل المرجعیة الى جهاز مرجعی متکامل بخطوات نوعیة , وقام بالعدید من الخطوات النوعیة ولم یکن معمولا بها بما قبله وأوجد طفرة نوعیة بإعادة المرجعیة الى دورها المحوری الاساسی ".
وبین ان " الامام الحکیم ساهم بإنشاء ودعم عدد من الجامعات والکلیات والمجلات الثقافیة فی العالم , کما انه کان مهتما باتباع اهل البیت فی افریقیا وتواصله المستمر مع الازهر الشریف بشکل واسع وایفاد عدد من الطلبة لاستکمال الدراسة فیه , کما انه اوفد الوفود الى دول العالم لایصال فکرة اهل البیت{ع} فی تلک الدول , کما ان البعد الاجتماعی کان لدیه تواصل واسع مع فئات المجتمع.
ونوه الى ان الامام الحکیم سجل مواقف وطنیة مهمة جعلت منه رمزا اسلامیا ووطنیا , واصدر فتواه الشهیرة بحرمة قتال الکرد وحُفظوا بهذه الفتوى.
وبین ان موقف الامام الحکیم من القضیة الفلسطینیة کان واضحا بإدانته للعدوان الإسرائیلی , کما انه افتى جواز الجهاد بوجه الکیان الصهیونی المحتل , علاوة على انه کان یوفد وفودا الى المؤتمرات التی تبحث فی القضیة الفلسطینیة.