26 January 2015 - 17:40
رمز الخبر: 8991
پ
ایة الله الاراکی :
رسا- قال الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة : لقد عمل الغربیون مؤخراً على إثارة ضجة تهدف من جهة الى استفزاز الجالیات الاسلامیة فی العالم الغربی ، و محاولة حرف الثورة الاسلامیة و محاولات إعادة احیاء الهویة الاسلامیة ، عن مسارها الحقیقی ، من جهة أخرى .
الشيخ الاراکي

 

شدد آیة الله الاراکی على ضرورة تحلی المسلمین بالوعی و الحنکة إزاء هذه المحاولات ، موضحاً : ینبغی للمسلمین أن یتسموا بالوعی و یتحلوا بالحیطة و الحذر ، و أن یعملوا أولاً على توعیة المجتمعات الاسلامیة فی الغرب بأبعاد الهجمة الشرسة التی تستهدف المقدسات ، و من ثم لفت انظار الشعوب الغربیة الى حقیقة الاهداف التی تقف وراء ذلک .

 

و أضاف آیة الله الاراکی : أن بعض المفکرین الغربیین المتآمرین کان قد توصل الى نتیجة مفادها ان المقدسات الاسلامیة هی التی تمنح المجتمع الاسلامی القوة و الاقتدار . و أن المقدسات الاسلامیة لیست مجرد مسألة عقلیة تقتصر على الاذهان ، بل بؤرة اشعاع تمد المجتمع الاسلامی بالطاقة و التوجهات الوحدویة .

 

و تابع سماحته : أننا فی المجتمع الاسلامی بحاجة الى أمرین لإعادة إحیاء الهویة الاسلامیة ، الاول هو الأمر الذی یوحدنا ، و الثانی هو أن الأمر الذی یوحدنا قادر على أن یمنحنا الطاقة و القدرة على التحرک ، و لاشک فی ان القرآن الکریم و الرسول الاکرم (ص) و اهل البیت ( علیهم السلام ) من جملة المقدسات التی توحدنا ، و لهذا یحاول الغرب بأی نحو کان استهداف هذه المقدسات و الاساءة الیها و التهکم علیها .

 

و لفت الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة الى أن سماحة القائد الامام الخامنئی ، لا یکف - منذ خمسة و عشرین عاماً - عن التأکید على الهجوم الثقافی الغربی ، موضحاً : منذ انتهاء الحرب التی فرضت على ایران ، و بعد أن عجز الغرب عن الحاق الهزیمة بالثورة الاسلامیة و الشعب الایرانی النبیل ، لجأ الى برمجة و تنفید سیناریو الهجوم الثقافی على نطاق واسع و بشکل مکثف .

 

وتابع : لقد کانت الهجوم الثقافی على عدة مراحل . ففی المرحلة الاولى تم استهداف مبادىء الثورة و قیمها . و فی المرحلة الثانیة استهدف الهجوم التشیع و اصوله . فیما استهدفت المرحلة الثالثة مهاجمة المرجعیة الدینیة و علماء الدین الشیعة . أما المرحلة الرابعة فقد کرست لمهاجمة القرآن الکریم و النبی محمد (ص) اللذین یشکلان نقطة قوة و اقتدار المجتمع الاسلامی .

 

و أضاف آیة الله الاراکی : و فی ضوء ذلک فأننا نتوقع أن یتواصل الهجوم بهذا النحو فی المستقبل ایضاً ، و أن تتم مهاجمة الاصول العقائدیة للمسلمین الواحد تلو الآخر . إذ أن عقیدة الایمان بنبوة الرسول الاکرم (ص) ، و عقیدة الایمان بأن القرآن الکریم وحی منزل ، هی من جملة المسائل التی یستهدفها الهجوم الثقافی الغربی المعادی للاسلام .

 

و قال سماحته : ینبغی للجیل الشاب أن یتحلى بالوعی و أن یتسلح بسلاح الفکر و المعرفة ، إذ بالفکر و الدلیل یمکنهم مواجهة هذا الهجوم و التصدی له ، و بالتالی دحره و التغلب علیه .

 

و لفت آیة الله الاراکی الى أن الهجوم الثقافی یعتبر فی الاساس هجوماً مضاداً ، موضحاً : طبعاً لابد من الاشارة هنا الى أننا لم نشن هجوماً ضد الغرب ، و ان نشاطنا لم یکن هجومیاً اصلاً ، و لکن و نظراً لان هؤلاء یعتبرون أیة محاولة للاحیاء فی المجتمع الاسلامی ، بمثابة هجوماً یستهدفهم بنحو ما ، و لهذا یحاولوا التصدی لها .

 

و تابع سماحته : نظراً لأن الغربیین سبق لهم ان هاجموا العالم الاسلامی و احتلوا بلدانه ، لذا فانهم یعتبر کل محاولة للتحرر و تحطیم القیود و الاغلال ، بمثابة هجوم ضدهم و تهدید لمصالحهم ، لأنهم کانوا قد اعتادوا على أن تکون الشعوب أسیرة فی أیدیهم .

 

و أضاف سماحته : ففی البدء کانوا قد شنوا هجوماً شرساً ضد الامام الخمینی (قدس سره) مفجر الثورة الاسلامیة ، و من ثم بدأوا بمهاجمة سماحة القائد آیة الله الخامنئی و شخصیات الثورة الاسلامیة الأخرى ، و عندما رأوا فشل کل هذه المحاولات ، حاولوا استهداف شخصیة الرسول الاکرم (ص) .

 

و فی جانب آخر من حواره ، أشار الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة الى الرسالة التی وجّهها الامام الخامنئی مؤخراً الى الشباب الاوروبی ، قائلاً : أنها رسالة عجیبة و فی غایة الاهمیة ، و تعتبر واحدة من أکثر مبادرات سماحة القائد التی استهدفت توعیة المجتمعات الغربیة و یقظتها ، وقعاً و تأثیراً .

 

و أشار سماحته الى أن الرسالة تدل بوضوح على مواکبة سماحة القائد للاوضاع و کیف أنها جاءت بالوقت المناسب ، مضیفاً : لقد حظیت الرسالة بأصداء واسعة فی الغرب ، و سیکون لها تأثیر کبیر داخل المجتمعات الغربیة و على جیل الشباب فی العالم الغربی .

 

و فنّد آیة الله الاراکی مزاعم الغربیین فی تبریر موقف الصحیفة الفرنسیة بالاساءة الى النبی محمد (ص) بحریة الرأی و التعبیر ، موضحاً : لا یوجد دستور ، أو فلسفة لحقوق الانسان ، تؤمن بعدم وجود حدود لحریة التعبیر ، حتى الدستور الفرنسی و القوانین السائدة لدى الدول الاوروبیة ، ترى ثمة حدود و أطر لحریة الرأی و التعبیر .

 

و شدد آیة الله الاراکی على أن الرسول الاکرم (ص) یعد رمزاً للعدالة ، مضیفاً : لو لم تکن شخصیة النبی محمد (ص) ، و شخصیة النبی عیسى (ع) ، و شخصیة النبی موسى (ع) و بقیة الانبیاء ، لما کان هناک الیوم أی أثر للمبادىء و القیم فی العالم ، إذ ان وجود المبادىء و القیم فی عالم الیوم إنما هو نتیجة لجهود الانبیاء .

 

و أضاف الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة : لو لم یعمل الرسول الاکرم (ص) على ارساء مبدأ احترام القیم ، و العدل ، و التقوى ، و الفضیلة ، و احترام حقوق الآخرین ، فی المجتمع البشری ، لما کنّا نشهد الیوم أی أثر لحقوق الانسان .

 

و فی الختام وجّه آیة الله الاراکی خطابه الى المفکرین الاوروبیین ، مشیراً الى اساءة الصحیفة الفرنسیة الى حرمة الرسول الاکرم (ص) و قدسیته ، بالقول : یجب على الاوروبیین و على اصحاب الفکر و الحکمة فی اوروبا أن یعلموا ، أن ما یقومون به لا تقتصر اضراره على المجتمع الاسلامی ، بل تطال المجتمع الانسانی بأسره .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.