وجه سماحة آیة الله السید المدرسی خطابا خلال کلمته الأسبوعیة التی ألقاها فی مکتبه بمدینة کربلاء المقدسة بحضور جمع من الزائرین ومقاتلی الحشد الشعبی؛ طالب فیه المؤتمرین فی الولایات الأمریکیة المتحدة بالبحث عن الحلول الجذریة لتجفیف منابع الإرهاب والتفکیر الجدی فی أسباب اتساع وتمدد الإرهاب إلى العراق وسوریا ولیبیا ومصر بعد أن کان منحصراً فی الصومال ونیجیریا.
وفی جانب من حدیثه عن المؤتمر الذی یهدف بحسب تصریحات مسؤولین بارزین فی الإدارة الأمریکیة إلى بناء شبکة شاملة للقتال ضد التطرف فی العالم؛ قال سماحته: “محاربة الإرهاب والتطرف بحاجة إلى وسائل متعددة شاملة ولا یمکن حصرها فی الجانب العسکری فقط، وإنما من خلال الکف عن دعم الفکر المتطرف فی المنطقة وفسح المجال لرجال الأدیان المعتدلین على تعددهم وترسیخ القیم الروحیة لدى الشعوب”.
ولفت سماحته إلى أن القتل لم یولد إلا مزیداً من الإرهاب وابتکار طرق جدیدة من العنف لدى المجامیع المسلحة عبر الذبح والحرق وغیرها.
کما أوضح أن الأنظمة العلمانیة الحاکمة فی المنطقة وعلى مر السنین لم تستطع حتى الآن أن تحد من الجریمة والإرهاب، مبیناً أن العلمانیة قدمت التطور التکنولوجی والصناعات الحدیثة بما فیها التسلیح والترسانات العسکریة ولکنها لم تستطع حتى الآن توجیه هذا التطور نحو الخیر.
إلى ذلک دعا سماحة المدرسی إلى ضرورة العودة إلى الإسلام الحقیقی وتطبیق قیمه الروحیة والمعنویة على واقع الأمة والعالم للحد من المشاکل التی أحاطت بالبشریة، منوهاً إلى أن هناک جهات فسحت المجال للفکر المتطرف لکی یقدموا للعالم الدین الدموی الذی یریدونه هم، فیما عزلت الإسلام والمسیحیة عن الساحة.
هذا وحث سماحته الحکومة الشعب العراقی على اعتماد بمبدأ الإصلاح ومواصلة محاربة الفساد بأعلى درجات الهمة، مبیناً أن إنقاذ العراقیین من الإرهاب والقتل مرهون بنشر الإصلاح فی المجتمع العراقی.