أکدالدکتور أحمد الطیب، شیخ الأزهر الشریف، أن هذا المُؤتمر الذى نتداعى لساحته الیوم، ونتنادى بخطره وأهمیته البَالِغة، یأتى فى وقته الصحِیح، وتَوقیتِه الدقِیق مَع أشباهه ونظائره مِن المُؤتمرات الکُبرى فى الشرقِ والغَرب، للتصَدى لِهذا البَلاء الشدید الذى اُبتلیت بِه مَنطِقَتنا العَرَبیَّة، والمُتَمثلِ فى جمَاعَات العنف والإرهاب، الغَریبة عن الإسلام: عَقیدةً وشَریعة وأخلَاقا، وتارِیخًا وحضَارة، والتى لَا تَمُت إلى هَدْى هذا الدِّین الحَنیف بِأدنى صِلَة أو سَبب.
وأوضح شیخ الأزهر، فى کلمته بمؤتمر مکافحة الإرهاب، المنعقد بمکة المکرمة، أن هذه الجَمَاعات نبذت حُکم القُرآن الکَریم والسنة وراء ظهورها، واتخذَت مِن الوَحشیة البربریة منهجًا ومذهبًا واعتقادًا، وقد نُزِعَت الرحمَة مِن قلوبهم، فَهِى کَالْحجارةِ أَوْ أَشَد قَسْوَةً، وبرئ الله مِنْهُم ورَسُوله وصَالِح المؤمنین.
وأضاف "الطیب"، أنه مِن المُؤلِم أن هَؤلَاء قُسَاةَ القلوب غلاظَ الأکباد قد خَرجوا عَن السیطَرة، حتى کدنا نعتَاد أسَالیبهم المتوحشة، ومُمَارسَاتهم اللاإنسانیة فى تَنفِیذ جَرائِمهم البَشِعة، وکأنهم یتحرقون تحرق الظمآن إلى القَتل وقَطع الرُّؤوس وحَرق الأبریاء وهم أَحیاء، إشاعة للذعر والخوف والرهبة فى قلوب الناس، وقد بلغنى مِمن یحتملون مشاهدة هذه الفظائع على وسائل التواصل، أن هؤلاء المُجرِمین بلغوا من قسوة القلب وتحجُّر الشعور أنهم کانوا یَتقَاذفُون رؤوس القَتلى بین أرجلهم، ویَلعَبون بِها وهُم یَضحَکُون، وحسبک من شرّ سماعه.
وقال الدکتور أحمد الطیب، شیخ الأزهر الشریف، لَعَلِّى لَا أبَالِغ لَو قُلْتُ إنه لَمْ یَحدُث للمُسلِمین -فى تاریخهم- أن أمسى بأسُهم بینهم شدیدًا على هذه الشاکِلة الشنعَاء التى نراها الیوم، وأن هَذِه الأُمــــَة التى قال الله تعالى فیها: «کُنتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَـتْ لِلنَّاسِ» {آل عمران: 110}، قد أفضَت بها الأیام إلى حاضِر بئیس، وخَطْبٍ فادح، وأَمْرٍ جلل، ارتکست معه الأمة فى حمأة الفوضى والاضطراب والتمَزق والانفلات، وتشوهت صورة الإسلام فى عیون الناس فى الشرقِ والغرب، بل أکاد أقول فى عیون الناشئة من أبناء المسلمین أنفسهم.