ألقى آیة الله الاراکی الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة ، کلمة فی صحن الامام علی بن موسى الرضا (ع) بمدینة مشهد المقدسة ، أشار فیها الى أن انتظار الفرج یعد أحد أبرز الواجبات فی عصر غیبة الامام المهدی الموعود (عج) ، موضحاً : لقد ورد فی الاحادیث و الروایات الاسلامیة " من أفضل العبادات انتظار الفرج " و ان هذه الافضلیة تکمن فی أن انتظار الفرجة هو نتیجة للایمان بالله و بوعوده سبحانه.
ولفت سماحته الى أن المؤمن الحقیقی هو الذی یؤمن بحاکمیة الله تعالى على العالم ، موضحاً : الایمان فی القرآن الکریم یطلق على الایمان بحاکمیة الله تعالى و سیادته .
وأشار آیة الله الاراکی الى أن ثمة فرقاً بین الاله الذی نؤمن به نحن المسلمین ، و الاله الذی یراه الغربیون ، قائلاً : أن الغربیین و رغم اختلاف مذاهبهم ، إلا أنهم یشترکون فی هذا التصور و هو أنهم ینظرون الى الاله باعتباره أباً عجوزاً منهکاً متقاعداً عن ادارة العالم . إذ أنهم یزعمون بأن الله خلق العالم و قد تقاعد ، و ان واجبنا الآن هو احترام هذا الخالق فحسب . أی العبادة من وجهة نظر الغربیین هی أن تحترم الله . بید أن معرفة الله التی یرشدنا الیها القرآن الکریم و الرسول الاکرم (ص) و أئمة الهدى ، تختلف تماماً عن ما یراه هؤلاء بالنسبة للإله .
وأضاف سماحته : أن من أولى صفات الاله الذی یدلنا علیه القرآن الکریم و الرسول الاکرم (ص) و الائمة المعصومین ، هو الحاکم المطلق لعالم الوجود .
وتابع سماحته : الحکم فی المجتمع البشری یجب ان یکون لله ، یجب أن یکون القانون الالهی هو الآمر الناهی . مضیفاً : أننا نعتقد نحن الشیعة بأن الحاکم یجب ان یکون منصوصاً علیه من قبل الله تعالى . والرسول الاکرم (ص) اصطفاه الله تعالى لیکون الحاکم فی الارض ، و أن الائمة المعصومین واصلوا هذه الحاکمیة من بعد رسول الله (ص) .
ولفت آیة الله الاراکی الى أن الله سبحانه وضع أمام الانسان طریقین ، طریق اتباع الامر الالهی ، و الآخر اتباع هوى النفس . موضحاً : لقد ارسل الله الرسول الاکرم (ص) ، و نص على الائمة الاطهار (ع) ، لهدایة المجتمع البشری و تمکینه من الاختیار السلیم و الارتقاء بالعالم نحو الخیار الانسب و الافضل .
وأشار سماحته الى أنه ینبغی للمجتمع المساهمة فی هذا الاختیار الافضل ، مشدداً : لابد لنا من الارتقاء بالمجتمع الانسانی بما یؤهله لإنتخاب الخیار الافضل ألا وهو الحجة المنتظر (عج) . و أن من اولى الخطوات فی هذا المجال هی الارتقاء بالمجتمع المسلم و تأهیله لمثل هذا الاختیار .
وأوضح آیة الله الاراکی : أن احد أبرز اهداف واقعة کربلاء یتجلى فی لفت الانظار الى الاختلاف بین هذین الطریقین . و لهذا نحن نتحمل مسؤولیة التعریف بقضیة سید الشهداء (ع) ، و ان احد ابعاد فلسفة قیام سید الشهداء یکمن فی أنه ینبغی لنا أن نلفت الانظار على الدوام ، الى الفارق و الاختلاف بین الحاکم الالهی و الحاکم الآخر .
ومضى سماحته یقول : أننا نتحمل مسؤولیة توعیة المجتمع الاسلامی للتمییز بین نظام الحکم الاسلامی الاصیل ، و نظام الحکم المنحرف .. یجب أن یتضح للجمیع بأنه اذا ما حکم الامویون فان حکمهم کاذب منحرف ، و ان الحکم العلوی هو العدالة بعینها .
وأضاف الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة : إذا ما اردنا الیوم اعداد المجتمع الانسانی للحکومة المهدویة و تقبل الحکم الالهی ، فأن الخطوة الاولى التی ینبغی لنا القیام بها تکمن فی ان نعلن للعالم بأننا نعارض نظام الحکم الظالم السائد فی العالم الیوم و نرفضه . . أن نعلن للعالم بأننا نستنکر الغطرسة الامیرکیة و الهیمنة الصهیونیة و نرفضها تماماً .
وخلص آیة الله الاراکی للقول : إذا کنا الیوم على استعداد لتحمل کل الصعاب و المشاکل و المعاناة ، فاننا نفعل ذلک من أجل أن ننال بضاعة أسمى ، أن ننال البضاعة التی اریقت من أجلها دماء طاهرة کدماء الامام علی (ع) و الامام الحسین (ع) ، البضاعة القیمة التی تتجلى فی العدالة و الفضیلة و الحاکمیة الالهیة .