قال سماحة ایة الله الاراکی لدى لقاءه مساء الثلاثاء عدداً من نواب مجلس الشورى الاسلامی ،ان المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة یتحمل الیوم عبئاً کبیراً من مسؤولیة التقریب الهامة و الخطیرة ، و موضحاً : أننا لم نتوقع أن تصبح مهمة التقریب یوماً الهاجس الاکبر للعالم الاسلامی .
وأوضح آیة الله الاراکی : أننا لم نشهد على مرّ التاریخ مثل ما هو قائم الیوم ، حیث جنّدت القوى الکبرى ، بالتعاون والتنسیق مع حلفائها الاقلیمیین ، کل ما فی وسعها للحیلولة دون انسجام المجتمعات الاسلامیة ، و محاولة توسیع الهوة بین اوصالها قدر المستطاع .
وأشار سماحته : أننا نواجه فی العالم الاسلامی الیوم تیارین یناهضان الوحدة و یعیقان مساعی التقریب ، و هما یحظیان بدعم و مساندة جمیع القوى فی العالم . أحدهما التیار التکفیری الذی یعتبر نفسه ینتمی الى أهل السنة . و الآخر هو التیار المریب فی عالم التشیع الذی یسعى الى تحریض الشیعة ضد السنة .
وأضاف آیة الله الاراکی : أننا نرى الیوم ، بدء من المغرب و موریتانیا فی غرب العالم الاسلامی ، و انتهاءً بأندونیسیا فی اقصى نقطة شرق العالم الاسلامی ، ثمة تیاراً عجیباً و شاملاً یحظى بدعم مادی و سیاسی و فکری واسع و شامل من قبل الاجهزة الاستخباراتیة و التجسسیة للقوى الکبرى فی العالم ، یسعى الى تشتیت المجتمع الاسلامی و عرقلة انسجامه ، و محاولة تحریض الفرق الاسلامیة ضد بعضها البعض .
ولفت سماحته الى أن هؤلاء یقولون مرة أن الشیعة اعداء السنة ، و مرة أن السنة اعداء الشیعة . و فی مقابل عملوا على ایجاد تیاراً شیعیاً مغرضاً یسعى الى استفزاز الشیعة و تحریضهم ضد السنة .
وأوضح آیة الله الاراکی : أن ثمة دوافع سیاسیة تقف وراء نشاط هذا التیار الشیعی المنحرف ، و ان صبغته المذهبیة لیست سوى واجهة یتستر بها للتمویه على نشاطاته .
وتابع الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة : أن الهدف الرئیسی لهذا التیار یکمن فی اضعاف الجمهوریة الاسلامیة فی ایران ، و الدفاع عن الکیان الصهیونی ، و التصدی لتیارات المقاومة فی ایران و دول المنطقة .
وقال آیة الله الاراکی : أن هذا التیار ینشط ضد حزب الله و حرکة حماس و الفصائل الجهادیة فی فلسطین ، و لم یصدر عن هذا التیار أی موقف مناهض لأمیرکا ، أو أیة ردة فعل تجاه الذین یسیئون لنبی الاسلام العظیم .
وأشار سماحته : أن لدى هذا التیار ثلاثة اهداف محددة ، الاول النفوذ الى داخل المرجعیة الدینیة الشیعیة و محاولة الاستحواذ علیها الى الأبد ، و الثانی محاولة الهیمنة على المنابر الحسینیة ، و الثالث محاولة النفوذ الى المحافل المذهبیة و التحکم بها .
ولفت آیة الله الاراکی الى أن محاولة ترویج الخرافات فی مواکب العزاء الحسینی ، یعد من جملة أنشطة هذا التیار ، مضیفاً : یحاول هؤلاء توفیر الارضیة لاستیاء و نفور الشباب الشیعة من أهل السنة .
وفی جانب آخر من کلمته ، انتقد آیة الله الاراکی موقف بعض المؤسسات داخل البلاد التی لم تنظر بجدیة الى ضروریات مسألة التقریب فی الظروف الراهنة ، موضحاً : أن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة الیوم بأمس الحاجة الى مختلف انواع الدعم و المساندة فی کافة المجالات ، للمضی قدماً فی ترجمة مشاریعه و تحقیق اهدافه .
ولفت سماحته الى أن موضوع التقریب بأمس الحاجة الى مختلف انواع الدعم المعنوی و المادی فی ظل الظروف الراهنة ، مما یحتم على المؤسسات الهامة و الرئیسة بذل المزید من الاهتمام بموضوع التقریب .
وفی الختام تحدث فی هذا اللقاء کل من حجة الاسلام غلام رضا مصباحی مقدم رئیس لجنة البرمجة و الموازنة فی مجلس الشورى ، و الدکتور علاء الدین البروجردی رئیس لجنة السیاسة الخارجیة و الامن القومی ، و الدکتور عابد فتاحی رئیس تکتل أهل السنة فی مجلس الشورى ، و حجة الاسلام سالک رئیس اللجنة الثقافیة ، و الدکتور علی مطهری عضو اللجنة الثقافیة فی مجلس الشورى الاسلامی ، مسلطین الضوء على جانب من الموضوعات الخاصة بموضوع التقریب .