12 March 2015 - 17:44
رمز الخبر: 9489
پ
المرجع النجفی فی رسالة للازهر:
رسا ـ خاطب المرجع الدینی الشیخ بشیر النجفی الازهر حول الدعاوى التی نشرت على مواقعه من تعرض أهل السنة فی العراق للإبادة جراء عملیة تطهیر المدن العراقیة من عصابات داعش ، مؤکدا ان " قرار تحریر محافظة صلاح الدین جاءت نتیجة لمطالبة اهلها "، لافتا الى ان " لا یقع اللوم على الحشد الشعبی فی مشارکته بتلک المعارک".
الشيخ النجفي

 

قال الشیخ النجفی فی بیان الیوم الخمیس إن " فتوانا هی لتخلیص الشعوب الإسلامیة من زمرة موتورة مدفوعة من قبل أعداء الإسلام بلا أدنى شک ، وهی فی الغالب ترید أذى أهل السنة أکثر مما ترید أذى الشیعة والدلیل هو سبر الواقع وخارطة أذاهم فی العالم الإسلامی. کما أنهم عرّضوا کامل العراق للسقوط بید أنصار إسرائیل ، وقد أوقفنا ذلک بدعوة الشعب العراقی الأبی لیقوم بواجبه رغم الإرادات العالمیة والإقلیمیة التی ترید سقوط دولة مثل العراق لتنشر فیها الفوضى وذوبان الشعب ببحر من الدماء ، وقرارهم بعد العراق هو اتجاههم إلى مصر سلمها الله من هؤلاء . فالعراق هو السور الأول لمصر لمن یعرف بواطن أمر هؤلاء ".

 

واضاف ان " قرار تحریر محافظة صلاح الدین والمحافظات الأخرى کان نتیجة مطالبة أهلنا فی المناطق السنیة لما نالها من الإرهاب والتنکیل والتدمیر ، وکان القرار من قبل الحکومة العراقیة ولیس من قبل الحشد الشعبی ، وقد استعانت الحکومة بالحشد الشعبی لتحقیق نصرٍ بطریقة شعبیة ، لان القوى المؤثرة سیاسیاً تقف لصالح التخریب والتدمیر لبلاد المسلمین ، فلا بدّ من الخروج عن الإرادات المدمرة لبلاد المسلمین. فلهذا لیس هناک من لوم على الحشد الشعبی ، وإنما هو قرار الحکومة العراقیة ، کما هو قرار الحکومة المصریة باستئصال المجرمین الإرهابیین الذین یتدرعون بالمدن والقرى وبالشعارات الدینیة الکاذبة البعیدة عن شریعة سید المرسلین {صلى الله علیه وآله وسلم} ".

 

وتابع إن " الحشد الشعبی لیس شیعیاً خالصاً ، وإنما هو لکل العراقیین ففیه سنة ومسیحیون وآیزیدیون بالإضافة إلى الشیعة ، وهناک الألوف من رجال السنة الشرفاء وأهل الغیرة على أوطان المسلمین یحاربون فی المقدمة وهم یتبنون إزالة خطر داعش عن مدنهم وبلدانهم بمساعدة إخوانهم العراقیین من الجیش والشعب ".

 

ولفت الى إن " القوى العالمیة لا تقبل بمساعدة العراق جدیاً ولا تسلمه الأسلحة التی إشتراها منها فی الوقت المناسب ولم تقف دون وصول السلاح إلى داعش للأسف " .

 

وبین " لو کان الشیعة منفلتین وإنتقامیین لقاموا بالإنتقام ممن أعدم أکثر من أربعة ملایین من شبابهم فی حال حصول الفوضى التی أعقبت إنهیار الطغاة "، ولکن لم یحصل هذا قط ، بل إن "عدم الإستجابة لهذا الظرف طمّع بعض من أغراهم الشیطان فقاموا بحرب طائفیة بکل إتجاهاتها لقتل الناس فی الشوارع والمحلات حتى وصل عدد السیارات المفخخة التی تضرب أسواق المسلمین الشیعة بحدود العشرین مفخخة فی الیوم ولم نسمع بمواقف منکم ولا من غیرکم تتناسب مع حجم الجرائم الکارثیة ضد الشیعة المؤمنین المسلمین ، کما حدث القتل على الهویة ، وسب أهل بیت النب صلى الله علیه وآله وسلم علناً لإستفزاز الشیعة ، فلم یحدث أی رد فعل سلبی من الشیعة وإلتزموا بالمنهج القویم المستند إلى الشرع الشریف ، فکانت صفة الإنضباط هی ما تشهد له دوائر المراقبة العالمیة حتى من أعداء الشعوب الإسلامیة، وکل ما قیل ما هو إلا أکاذیب ممن یرید تدمیر العالم الإسلامی بهذه الحجة الواهیة ".

 

وأکد " لقد تأکدنا بأن الجیش العراقی قد فسح المجال لأبطال الحشد الشعبی السنی بأن یقفوا مع إخوانهم من الجیش وبقیة الحشد الشعبی الشیعی لدخول المدن فی المحافظة ، وقد تأکدنا بأن المعاملة بأحسن ما تکون مع المدنین ، ولا نستطیع أن ننفی إنتقام بعض إخواننا من الحشد الشعبی السنیین من داعش فقد یکون ذلک إتباعاً لفتواکم بوجوب صلب وتقطیع أیدی الداعشیین عقب إحراق داعش للشهید الکساسبة بإعتبارهم أهل حرابة ومفسدین فی الأرض ، ولکننا لم نتأکد حدوث مثل ذلک عملیاً وإنما على فرض أن بعض أبطال الحشد الشعبی السنی قام بالإنتقام ، وقد تعوّدنا على الأکاذیب المستمرة من الإعلام الداعم لداعش الذی یتظاهر بالحیادیة ، وهو یثیر النعرات الطائفیة لأعمال هو من یقوم بها، ویدفع علیها المال مع التحریض والتنظیم ".

 

وبین " لقد تأکدنا من خلال مراقبتنا التی تفرضها علینا مسؤولیتنا الشرعیة إن الحکومة العراقیة کانت حریصة جداً على سلامة المدنیین ، وقد وفّرت لکل مکان حرّرته سبل إخراج المدنین بکل صورة ، ولا نعلم إنْ کانت داعش تحتجز بعض المدنین ولم تسمح لهم بالمغادرة ، وهذا أمر بسیط من جرائمهم النکراء ".

 

وقال إن " هذه الصیحات الطائفیة التی یراد إیصالها لمراکز معتدلة وملتزمة بالشرع وبعیدة عن الجریمة إنما هی للتغطیة على الجرائم الکبرى ضد الإنسانیة ، بطریقة إشغال القیادات بمعطیات کاذبة وذات طابع طائفی ، بینما لیس هناک أی طائفیة إلا من داعش وأمثالهم فهم یقتلون السنة والأشاعرة بحجج طائفیة بإعتبارهم لا یتفقون معهم مذهبیاً ، فنرجو أن ترسلوا محققین من قبلکم إلى الحکومة العراقیة لإستبیان حقیقة الموقف ونحن معکم فی هذا الإستبیان ، فإن المهاجمین فی الخطوط الأولى هم أبطال العراق من کل طوائفه من الشیعة وأهل السنة ، ولا نظن بهم إلا خیراً ".

 

واوضح " إننا نوجه نظرکم إلى أن تأثیر بعض المندسین بین أصحاب القرار الدینی لصالح داعش إنما یراد به إنعاش مشروع الجریمة ضد بلاد المسلمین ، فی سبیل إنجاح مهمة إسقاط کل الدول الإسلامیة، فقد بدأوا بسوریا وأرادوا التثنیة بلبنان ولکن الأبطال والواعین لم یسمحوا بذلک ، فثلثوا بالعراق وان شاء الله تعالى لن یسمح العراقیون بذلک ، والدور الآتی هو على مصر وبعدها السعودیة ، وکلنا مع المسلمین المخلصین لدینهم ضد أعداء الإسلام ".

واضاف " نأمل قبول الدعوة بإرسال لجنة تحقیق إلى الحکومة العراقیة التی یتقاسمها السنة والشیعة والکرد مثالثة ، مع إن الشیعة هم أغلبیة فرضوا بالمثالثة دفعاً لتهمة الطائفیة فی الحکم ولم یشفع لهم ذلک ، ولم یلفت نظر الأخوة فی العالم العربی لهذا الکرم من أغلبیةٍ لها الحق فتنازلت عن حقوقها من أجل السلام والأمن ، إلا إن عملاء الأجانب وأعداء الإسلام یقلبون الحقائق ویحاولون تأجیج الفتن من لا شیء إطلاقاً ".

 

وختم "إننا نخشى أن یکون رد فعل الحکومة العراقیة والحشد الشعبی نتیجة هذه الصیحات هو ترک المناطق السنیة لداعش لتقتل ما تبقى من أهل السنة ممن نجا منهم ، وهو مخالف لهم فی هواهم ، سائلین الله أن یحمی العراق وأهله من هذا البلاء ، ونعلن معکم بأننا قلقون فیما إذا أصاب الأبریاء أی مکروه ، فإن دم المسلم من أعظم المحرمات عندنا. وقد أصدرت المرجعیات فی النجف الأشرف بیانات دقیقة فی ذلک نأمل منکم الإطلاع علیها لتعرفوا حجم الإهتمام والتوصیات فی الحفاظ على دماء المسلمین الأبریاء والسعی لتخلیص أرواحهم من الظلم ، ولیس بظلمهم والعیاذ بالله".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.