أشار الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء الى ان "لا احتلال یبقى إلى الأبد ، ولا ظلم بلا نهایة. أمام لوحة التاریخ تنتصب امبراطوریات عظمى سادت ثم بادت. لم یعد لها من أثر رغم اعتقاد من کانوا سادتها وکبراءَها أنها ستدوم إلى نهایة التاریخ، وهکذا اعتقد أیضاً منظرو الامبراطوریة الأمیرکیة، ورؤساؤها الذین تعاقبوا على قیادتها. لکن الحقیقة هو ما نراه بأم العین من فشل مریع وتراجع وفیر".
واوضح النابلسی أن "الاتفاق النووی مع ایران حصل أم لم یحصل، لا یعکس إلا العجز عن الاستمرار والتقدم فی الحیاة"، لافتاً الى انه "لم تعد أمیرکا تجید فنون السیطرة على عالم یتغیر بسرعة کبیرة، ولا زیادة جهدها لاحتواء دول تنهض بالاعتماد على ذاتها کالصین وروسیا والهند. وهی تتجمد فی منطقتنا بلا قدرة على المبادرة لفرض شروطها، ولاسطوة تمُکّنها من حمایة ربیبتها "إسرائیل" التی تعانی مصیراً أسود هذه الأیام".
واکد ان "المجتمع العربی والإسلامی یتطور ولم یفقد إیمانه رغم کل المظاهر السلبیة التی نشاهدها من خلال ممارسات الجماعات التکفیریة، فالأمة تتحول إلى طاقة إنسانیة هدارة وعندما اهتدت إلى فکرة المقاومة تحول سعیها إلى نیل الحریة الکاملة والبحث عن شروط النهوض، والاتفاق النووی یتمثل أمامنا کأنه اتفاق سیاسی بین إیران والقوى العظمى، ولکن الحقیقة أن توقیعه سیجعلنا أمام عالم آخر لا سیادة فیه إلا للحق".