استنکر المرجع الدینیّ آیة الله العظمى السیّد کاظم الحسینیّ الحائریّ، فی بیان صدر عن مکتبه، الاعتداء السعودی على الیمن، واعتبره انه جاء لإماتة الثورة الفتیّة للشعب الیمنیّ وخشیة أن یمتدّ وعی هذه الثورة الجماهیریّة إلى الشعب المسلم فی الحجاز من ناحیة ثانیة، وقال: الحکومة السعودیّة تعتمد المنهج الإرهابیّ مع شعوب المنطقة.
نص بیان المرجع الدینیّ آیة الله السیّد کاظم الحسینیّ الحائریّ بشأن الاعتداء السعودی على الیمن:
﴿أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ﴾. الحجّ: 39.
قد فجعنا نبأ الاعتداء الأثیم والمخالف لکلّ القیم الإنسانیّة والأعراف الدولیّة لقوّات الاُسرة السعودیّة على الشعب المسلم الشقیق فی مناطق مختلفة من الیمن والذی أودى بحیاة الأبریاء ممّن حرّم اللّه تعالى دمه وعرضه، وقال فیه رسوله الکریم صلى الله علیه وآله: «وقتالهُ کفرٌ»، وذلک لإماتة الثورة الفتیّة للشعب الیمنیّ فی تحقیق استقلاله وسیادته وحواره الوطنی بین سائر قواه السیاسیّة، وعدم السماح له بالخروج عن النظام الذی ترتضیه الاُسرة السعودیّة من ناحیة، وخشیة أن یمتدّ وعی هذه الثورة الجماهیریّة إلى الشعب المسلم فی الحجاز من ناحیة ثانیة.
ونحن فی الوقت الذی ندین ونستنکر فیه بشدّة هذا الاعتداء المخالف لأحکام الشریعة ووصایا سیّد المرسلین صلى الله علیه وآله بل یندى له جبین کلّ شرفاء العالم خجلاً.. نقول:
أوّلاً: لیت الحکومة السعودیّة وحلیفاتها سمعت صرخات الشعب الأعزل فی غزّة ولبنان ولم تتّخذ الموقف المتفرّج من محنته أیّامَ کانت تصبّ علیه قوّاتُ الکیان الصهیونیّ حِممَ نیرانها ونهضت لنجدته بشیء من هذا (العزم) الذی ترفعه الیوم عنواناً لعدوانها على المسلمین فی الیمن، بل ـ وللأسف الشدید ـ وجدناها تحرّم أیّ لون من التظاهر لإدانة العدوان الإسرائیلیّ، على أنّه من البدع المحرّمة! وأباحت لنفسها إیواء القوى العسکریّة للکفر والاستکبار العالمیّ ووقفت موقف المؤیّد له فی غزوها لبلاد المسلمین.
وثانیاً: أنّ اعتماد الحکومة السعودیّة المنهج الإرهابیّ مع شعوب المنطقة کالعراق وسوریا وباکستان وغیرها من البلدان الإسلامیّة، ودعمها التنظیمات المتطرّفة والتکفیریّة بالمال والسلاح قد أثبتت التجربة فشله لحدّ باتت هذه الحکومة نفسها تخشى تلک الوجودات التی رعتها ودعمتها طیلة سنین. فلا شکّ أنّ عدوانها العسکری الیوم على الشعب الیمنیّ لا یتجزّأ فی النتیجة الفاشلة عن سائر مواقفها تجاه شعوب المنطقة، ولا شکّ أنّه لا یحیق المکر السیّء إلاّ بأهله.
وثالثاً: أنّنا نوصی إخواننا المسلمین فی الیمن کافّة بالتوکّل على اللّه، والصبر والثبات، وقد أذن اللّه تعالى لهم بالدفاع والقتال بسبب ما تعرّضوا له من الظلم والتعدّی على حرماتهم، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ﴾؛ لأنّه المتولّی لأمرهم والمدافع عنهم، وقد قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ یُدَافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا﴾ الحجّ: 37.
وإنّا للّه وإنّا إلیه راجعون.