07 April 2015 - 16:57
رمز الخبر: 9644
پ
رسا- شارک رئیس جامعة المذاهب الإسلامیة فی إیران الشیخ الدکتور أحمد مبلغی فی ندوة تطور العلوم الفقهیة فی دورتها الرابعة عشر التی تعقدها کل عام وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة بسلطنة عمان، واقترح إیجاد فرع فی الجامعات الإسلامیة عنوانه فقه الأداءات.
ندوة تطور العلوم الفقهية بسلطنة عمان


قال سماحة الشیخ الدکتور أحمد مبلغی رئیس جامعة المذاهب الإسلامیة فی إیران خلال کلمته فی جلسة الافتتاح لندوة تطور العلوم الفقهیة فی دورتها الرابعة عشر التی تعقدها کل عام وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة بسلطنة عمان: إذا أردنا الوصول إلى عصرنة الفقه فیجب أن نضع القضایا العصریة فی جدول أعمال الدراسات والاستنباطات الفقهیة لکن ما هو یبدو أهم حالیا هو إضفاء "الأداء العصری" إلى الفقه، مؤکدا على ضرورة إلباس الفقه ثیاب العصر.

وأکد سماحة الشیخ الدکتور أحمد مبلغی على أن الأداء العصری للفقه یتمثل فی أن یصل الفقه فی أداءه إلى مستوى یتمکن فیه من حل مشاکل الإنسانیة على أساس تعالیم الدین وفی إطاره وإلا فمن الممکن أن یتحول أداءه سلبا ویعقد أکثر المشاکل الإنسانیة.

وهذا المؤتمر انعقد فی هذا العام بعنوان "فقه العصر: مناهج التجدید الدینی والفقهی" بفندق جراند حیاة فی مسقط العاصمة العمانیة، وألقى فی حفل الافتتاح کل من سماحة الشیخ أحمد بن حمد الخلیلی المفتی العام لسلطنة عمان وفضیلة الشیخ شوقی علام مفتی جمهوریة مصر العربیة والشیخ الدکتور أحمد مبلغی رئیس جامعة المذاهب الإسلامیة فی إیران والدکتور عبد الرحمن بن سلیمان السالمی رئیس اللجنة المنظمة للندوة.

وأکد الشیخ مبلغی فی کلمته على أن تحقیق هذا الأداء الفاعل والمؤثر والدقیق والعصری للفقه بحاجة إلى إنجاز دراسات معمقة من قبل الفقهاء.

وتأسف سماحته لعدم اهتمام مراکز البحوث الإسلامیة بدراسات ترکز على أصل الشریعة واقترح إیجاد فرع فی الجامعات الإسلامیة عنوانه فقه الأداءات تکون مهمته توفیر ما یضمن للفقه أداءات ذات مستوى عال وجودة عالیة فی إطار الدین الإسلامی.

وأوضح أن من أهم المحاور فی فقه الأداءات هو "کلام الشریعة" فإن ما لدینا حالیا الحدیث عن کلام الصفات، أو کلام المعاد وغیره لکن نفتقد إلى "کلام الشریعة" الذی یوفر لنا دراسة الجوانب التی تتعلق بالشریعة من حیث کونها فعل الله سبحانه وتعالى.

وأضاف: إن ما هو موجود حالیا فی دراساتنا للشریعة هو عن مصادر الشریعة والرجوع إلى الشریعة فالأول هو موضوع أصولی والثانی یعتبر نفسه جزءا من الفقه.

وأوضح أن کلام الشریعة هو عبارة عن معرفة نفس الشریعة ولیس مصادرها ولا الأحکام الکامنة فیها فمعرفة الشریعة الکلامیة تتمثل فی معرفة خصائص الشریعة وصفاتها؛ وهذه الصفات هی فطریة الشریعة، وأخلاقیتها وسماحتها ویسرها وبیضائیتها.



وحذر الشیخ مبلغی من المستنبط الذی یقترب من الشریعة من دون أن تکون له معرفة عقلانیة بالشرعیة نفسها فهو فی الکثیر من القضایا یبتعد عن الشریعة ویؤول أمره إلى أن یعرف الشریعة للناس هی عاریة عن خصائصها وبعیدة عن ذوقها.

وأشار إلى من جملة خصائص الشریعة هی دینیتها وأوضح أن دینیة الشریعة تعنی أنها جاءت لتعزیز الدین وتطبیق الروحانیة فی المجتمع وتحفیز الناس فی الدخول إلى الدین أفواجا لا أن تنفرهم من الدین وبالتالی تضعف الدین، فالشریعة جاءت لأن تخدم الدین لا أن تهدمه وأشار فی هذا المجال إلى الآیة الشریفة "شرع لکم من الدین ما وصى به نوحا والذی أوحینا إلیک وما وصینا به إبراهیم وموسى وعیسى أن أقیموا الدین ولا تتفرقوا فیه".

وأکد فی ختام کلامه على أنه إذا تحققت المعرفة الکلامیة للشریعة فسوف تتجه الاستنباطات من الشریعة نحو خدمة المجتمع لا أن تنشر هذه الشریعة التفرقة فیه وبالتالی تهدم الدین.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.