دعا سماحة المرجع الدینی آیة الله السید محمد سعید الحکیم المجتمع الدولی إلى الوقوف بحزم بوجه الفکر التکفیری ومحاربته بکافة الطرق وتجفیف منابعه ومحاصرته کونه یهدد العالم بأجمعه وهو أشد خطورة من أسلحة الدمار الشامل التی اتحد المجتمع الدولی وبموقف حازم للحد منها.
جاء ذلک خلال استقبال سماحته ممثل الأمین العام للأمم المتحدة فی العراق یان کوبیتش.
مشددا سماحته على ضرورة “عدم مجاملة حملة الأفکار التکفیریة والمتطرفة وذلک بالوقوف بحزم وبإجماع دولی مع الأمم المتحدة إزاء داعش والجهات الداعمة سواء کانوا أفرادا ومراکز ثقافیة وقنوات إعلامیة, بل حتى لو کانت دولا , ویبدو أن العالم غیر مستعد لکی یقول لهذه الدول والقنوات کفوا عن مواقفکم المحرضة على العنف والذبح وتکفیر الآخرین واستباحة دمائهم وسبی نسائهم وتدمیر معاملهم ومصانعهم ومزارعهم لکونهم شیعة، لابل مسحت هویتهم الشیعیة التی أمدها أکثر من الف عام”.
واضاف سماحته “وصل الحال بداعش إلى تجنید الأطفال الأبریاء لکی یجعلوا منهم مجرمین وقتلة وذباحین”, متسائلا سماحته “ماذا ینتظر العالم بعد کل ذلک، لماذا لا یبحث العالم عن جذور هذه الثقافة والداعمین لها؟”.
وذکر موقع مکتب السید الحکیم انه أشار سماحته إلى أن “العراق یدخل إلیه الأفغان والتوانسة والأفارقة ومن دول شتى، هل تساءل المجتمع الدولی وقادته من أین یأتی هؤلاء الى العراق؟ وکیف حصلوا على أسلحة وعجلات تناسب ارض وتضاریس العراق؟ الکل لا یتحدث عن ذلک فکیف دخلت هذه الاسلحة وکیف صنعت ومن هو الذی اوصلها ومن هو المسؤول عن الضحایا؟”.
ومن جانب آخر لفت سماحة المرجع إلى الدعوة المتکررة للمرجعیة الدینیة بأن یکون الحشد الشعبی تحت مضلة الحکومة، مشددا “یجب أن یکون ضمن المنظومة العسکریة للدولة”.
واکد أن “الحشد الشعبی منضبط بدرجة کبیرة وفق المعطیات العسکریة ووفق منهج الذبح الذی طال الشیعة فی تلعفر وسهل نینوى وبادوش وطوزخورماتو والقرى الترکمانیة وغیرها من القرى الشیعیة التی استبیحت فیها الدماء والممتلکات وسبیت النساء کما سبیت الإیزدیات، ومسخ الدواعش هویة هذه المدن الشیعیة بتدمیر المراقد والمزارات الشیعیة التی یتجاوز عمرها أکثر من ألف عام، وأضحى مئات الآلاف منهم بدون هویة وبدون مأوى أو حتى معیل”.
واشار الى “مذبحة سبایکر ووقوف أبناء الحشد الشعبی على دکة الذبح صابرین ومحتسبین وملتزمین بأوامر المرجعیة بعدم الثأر والانتقام والحفاظ على الأرواح وممتلکات الناس”.
مستغربا سماحته من حملة الإعلام الغربی على الحشد الشعبی ، فی الوقت الذی یعرف الجمیع إن داعش دمر واستباح کل شیء فیما الحشد حرر المناطق، والإعلام الغربی مصر على موقفه، واصفا سماحته الاعلام الغربی بالمضلل .
من جهته قدم ممثل الامین العام للامم المتحدة فی العراق یان کوبیتش شرحا وافیا لسماحة المرجع السید الحکیم عن عمله والذی یتضمن قضیة النازحین واهتمام الأمم المتحدة بذلک والتی ستعمل مع الحکومة العراقیة والمجتمع الدولی من أجل توفیر دعم أکبر للنازحین واحترام حقوقهم عند عودتهم الى منازلهم”، کما تحدث ممثل الأمین العام عن ضرورة أن تکون الحکومة هی المسیطرة على العملیات العسکریة والعمل الجاد من کل الجهات السیاسیة من أجل مصلحة العراق العلیا.
وشکر کوبیتش سماحة المرجع على حفاوة الاستقبال وأنه جاء لیستمع لإرشادات وتوجیهات المرجعیة والتی جسدت معنى الحکمة فی مواقفها فی قضایا العراق والمنطقة, مشیرا إلى وجود النازحین والمهجرین العراقیین والسوریین الذین یستوجب بذل جهود مضاعفة لعودتهم إلى منازلهم بغض النظر عن مذهبهم وقومیتهم.