اشار السید علی فضل الله فی خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامین الحسنین(ع) فی حارة حریک، الى ان لبنان غارق فی همومه الأمنیَّة والاجتماعیَّة والفراغ الذی یطاول مؤسّساته، فلیس هناک رئیس للجمهوریّة، ولا مجلس یتابع تشریعاته ویعمل على إقرار ما اتفق علیه من حقوق للناس، وخصوصاً سلسلة الرتب والرواتب، ولا مجلس وزراء قادر على القیام بدوره فی إقرار الموازنة والتعیینات الأمنیة وغیر ذلک من الملفات الأساسیة، ریثما یتفق الجمیع، وإلا ینفرط عقد هذه الحکومة. إننا نرید للبنانیین ألا یناموا على حریر الاستقرار فی هذه المرحلة التی تضجّ بالفتن، وقد تترک تداعیاتها علیهم، وخصوصاً ما یجری فی سوریا، لیکون الجمیع على حذر.
ولفت إلى أهمیة وجود قانون سیر یحمی المواطنین من تحوّل وسائل النقل إلى وسائل للموت، أو لإدخال الحزن والأسى إلى البیوت، إننا مع التشدد فی هذا القانون، ومع تأمین کل وسائل الردع، ولکن لا یکفی ذلک فی حمایة المواطن وحفظ حیاته، فهناک الکثیر مما هو مطلوب من الدولة القیام به، سواء على مستوى الطرقات أو الإنارة فیها أو إزالة العوائق، أو التشدد فی إعطاء رخص القیادة، وفوق کل ذلک، حل المشاکل الاجتماعیة للناس، التی تجعلهم غیر قادرین على دفع الغرامات المرتفعة، وجلّ من لا یخطئ.
واعتبر السید فضل الله ان ما یجری فی الیمن، حیث استبشرنا کما استبشر الشّعب الیمنیّ المظلوم ومعه العالم، بالإعلان عن إنهاء عاصفة الحزم، وبدء مرحلة سمیت مرحلة إعادة الأمل، لکونها تشکّل محطّة فاصلة تطوی ملفّ هذا الجرح النازف والدامی الّذی أصاب هذا البلد وأهله، خصوصاً مع سقوط آلاف الضحایا وتدمیر بنیته، ولکن تبقى الخشیة من استمرارها بوتیرة أخرى، وتحت عنوان جدید، ریثما یأتی الحلّ المنشود. وأمل أن تحمل إلینا الأیام القادمة عملاً دؤوباً لتعزیز الحوار الداخلیّ، الذی یأخذ بعین الاعتبار هواجس الجمیع ومتطلّباتهم، وأن یکون ذلک تحت مظلّة جامعة.