أشار العلامة الشیخ عفیف النابلسی إلى أن "البعض عندما کُثر الحدیث فی الاونة الأخیرة عن اقتراب موعد الحسم فی جرود القلمون هاج، من السعودیة حیث یقیم هذا البعض، إلى أوروبا التی لا مفر من اللجوء إلیها للاستجمام وطلب العون ، الى لبنان التی شاع فیها التلوث السیاسی ووصل إلى درجة مذهلة".
وفی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء فی صیدا، أوضح أن "أصعب أمرٍ أن تصدق أن هؤلاء الذین یتشدقون بالسیادة والحریة ویؤمنون بالتعددیة ویدفعون لبنان للإرتباط بقیم الغرب وثقافته وحضارته، یقفون الى صفوف المجرمین والارهابیین ویرفعون أصواتهم عالیة لإدانة المقاومة ، التی هی آخر ما تبقى من الشرف فی هذا البلد ، لأنها تواجه أقبح السفاحین والدمویین على تخوم بلدنا"، سائلاً: "ما المطلوب أن تقعد مع القاعدین ، أن تترک الأرض یستبیحها أوباش النصرة وداعش، أن تتفرج على الأطفال یذبحون والنساء یؤسرون والشباب یقطعون إرباً إرباً، ما المطلوب من المقاومة والنخب عندنا لا حمیة ولا نخوة عندها ، لا تحرکها إلا أحلام السلطة و وأوهام القضاء على حزب الله ، وتمنع حتى الجیش من القیام بواجباته لحمایة الوطن ، فصار عاجزاً عن القیام بأی مبادرة ولو فی إطار بسیط یحد من تمدد الإرهابیین فی مناطقنا التی أصبحت مشرعة لخلایا آخر اللیل؟".
ورأى أن "هذا الهیجان مدروس ومبرمج لمنح الإرهابیین فرصة جدیدة لإسقاط الرئیس السوری وتثبیت التقسیم ، وعندما وجدت هذه النخبة أن آمالها تخیب بدأت بالصراخ والزعیق ، وإتهام المقاومة بأن ما تقوم به فی القلمون حرباً إرهابیة وعدوانیة وتسبب الفتنة".
وأضاف: "هکذا کان یقال عندما کانت المقاومة تقاتل العدو الإسرائیلی. کانت المقاومة بنظرهم إرهابیة وتسبب المشاکل والفتن فی وقت یجهد ، نعم یجهد، المجتمع الدولی والدول العربیة المسماة معتدلة لإحلال السلام، وکما کانت المقاومة بنظرهم ضد السلام الإسرائیلی ها هی تفتعل المشاکل لئلا تستقر المنطقة على سلام الدویلات والإمارات والخرائط الجدیدة" .
وسأل: "من أنتم وما دینکم؟ ألا تعلمون أنکم أنتم المسؤولون عن کل هذا التخلف والضعف والإحباط فی هذا البلد؟ ألا تعلمون أنکم أنتم من أغرقتم الحقائق فی طوفان الأکاذیب؟ أردتم الانفتاح على العدو الإسرائیلی والیوم تدافعون عن الإرهاب التکفیری وتواصلون مدَّ ید العون إلیه . ألا تنهون من هذا التعصب الذی أخذکم إلى اللعب بمصائر الشعوب".
وتوجه إلى من یطالب بأن یکون لبنان على الحیاد بالقول: "أنتم لستم محایدین، أنتم منخرطون فی لعبة تمزیق لبنان ولذلک لا نأمن على أولادنا وأعراضنا ومقدساتنا وأرضنا إن ترکنا لکم القرار، لقد جربنا عندما صدقنا أنکم کمسؤولین وحکام وقیادات سیاسیة ستدافعون عن الجنوب وشعبه عندما کانت القنابل الإسرائیلیة تنهمر کالمطر ، وجرى ما جرى علینا من مآس وعذابات".
وأکد أننا "الیوم لن نعطیکم الرایة ، ولن نسلم لکم حیاتنا، بل سنسلمها للمجاهدین البواسل، للمقاومین الأبطال، لهؤلاء الذین صنعوا کرامتنا وعزتنا وأمننا. إلى هؤلاء فقط نعطی الرایة".