10 May 2015 - 14:21
رمز الخبر: 9871
پ
آیة الله الاراکی:
رسا- لفت الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة ، الى أن المجتمع الایرانی الیوم شهد تحولاً حقیقیاً واسعاً مقارنة بما کان علیه قبل الثورة ، موضحاً بأن التقوى فی مجتمعنا الیوم لم تعد توجهاً فردیاً ، وإنما باتت موضع اهتمام مختلف فئات المجتمع.
الشيخ الاراکي

 

قال آیة الله الاراکی ، الذی کان یتحدث فی حفل تکریم خُدمة المعتکفین الذی نظمته اللجنة المشرفة على مراکز الاعتکاف بمدینة قم المقدسة : أن الله تعالى عندما یتحدث عن الاعتکاف فی القرآن الکریم ، یقرن اسم النبی ابراهیم (علیه السلام) بالنبی اسماعیل (علیه السلام ) ، حیث یقول عزّ و جلّ : " و عهدنا الى ابراهیم و اسماعیل أن طهرا بیتی للطائفین و العاکفین و الرکع السجود " .

 

و تابع سماحته : أن نبی الله اسماعیل ، لم یکن شخصیة محوریة و فی غایة الاهمیة بالنسبة لتاریخ النبوة و المجتمع الابراهیمی فحسب ، و إنما شخصیة هامة ایضاً لارساء أسس المجتمع المسلم .

 

و أوضح آیة الله الاراکی : أن احد آثار و نتائج الاعتکاف تکمن فی بناء شخصیة المسلم و بلورة هویته ، مضیفاً : فی ظل هذه الاجواء العبادیة ، یسخّر الانسان المسلم کل وجوده فی سبیل الله ، حتى أنه یمکن القول أن الاعتکاف یضطلع بدور بارز فی تشکیل الامة المسلمة ، و ارساء اسس المجتمع الاسلامی .

 

و فی جانب آخر من کلمته تطرق آیة الله الاراکی الى وجود الامامین العسکریین (علیهما السلام) ، حیث أقیم الحفل فی ورشة صناعة ضریحهما، قائلاً : أن الامامین العسکریین (علیهما السلام) کانا قد عاشا فی فترة تم الاعداد فیها لإمامة صاحب الزمان المهدی المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشریف ) ، إذ ان قواعد و ارکان امامته (عج ) کانت قد وضعت خلال فترة حیاة هذین الامامین الهمامین ، ذلک أن حقیقة و ماهیة الامة الاسلامیة تتجلى فی أمة الائمة المعصومین ( علیهم السلام ) .

 

و مضى آیة الله الاراکی یقول : مثلما أن هناک ارتباطاً خاصاً بین الائمة المعصومین (علیهم السلام ) و الرسول الاکرم (ص) ، کذلک ثمة ارتباط و إتحاد بین النبی محمد (ص) و بین اتباعه . و لهذا ینبغی أن تکون فی المجتمع الربانی ، المجتمع الشیعی الولائی ، اطاعة و تبعیة خالصة للائمة المعصومین (علیهم السلام ) .

 

و لفت سماحته الى أن الامة المطیعة لمحمد و آل محمد (صلى الله علیه و آله ) ، تنمو و تتبلور فی ظل الاعتکاف ، موضحاً : أن احد أبرز سمات الاعتکاف أنه یساعد فی تشکیل نواة الافراد المطیعین و المُسَلمین لأمر الله تعالى .

 

و أضاف آیة الله الاراکی : المعتکفون هم واجهة المجتمع ، و ینبغی ان یکونوا على ارتباط دائم مع المجتمع ، و لهذا لا تتوفر امکانیة الاعتکاف فی کل مسجد . . عندما یذهب الناس الى المساجد التی یتواجد فیها المعتکفون یکتسبون المزید من المعنویات ، و من ثم رواج و انتشار هذه الشعائر العبادیة بنحو ما فی المجتمع .

 

و اعتبر الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة "ولایة آل الله " توفیق الهی عظیم ، موضحاً : الولایة إنما هی درس فی الاطاعة الحقیقیة لله تعالى ، و مدعاة لبناء المجتمع . ففی ظل استمرار هذه الولایة ، سوف تسود المجتمع اجواء تضعه فی الذروة من انطلاقته نحو عبودیة الله تعالى .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.