قال مفتی جمهوریة مصر فی مقاله الذی جاء بعنوان "لا مکان للإرهاب فی تعالیم الدین الإسلامى"، أن الحرب على الإرهاب تبدأ أولًا بالمعرکة الأیدیولوجیة فی کشف زیف الأفکار المعوجة ونزع المصداقیة منها، والتی یحاول المتطرفون إضفاءها على جرائمهم التی تعد انتهاکًا کاملًا للشریعة الإسلامیة والأعراف الإنسانیة.
وأکد المفتی أن هؤلاء المتطرفین قد شوهوا التعالیم الإسلامیة والقیم المحمدیة بأفعالهم البربریة لکى توافق أهواءهم المریضة، مشددا أن جرائمهم تتعارض کلیا مع الجوهر الحقیقى للرسالة المحمدیة من خلال ذبحهم الأبریاء وحرقهم المدارس وسبیهم النساء واضطهادهم الأقلیات الدینیة وترویعهم المجتمع بأکمله وانتهاکهم حقوق الإنسان بصورة صارخة.
وقال: "إنه من المحزن أن هؤلاء المتطرفین قد تجاهلوا الأحادیث النبویة الشریفة الصحیحة، مؤکدا أن النبى صلى الله علیه وآله وسلم قد تعرض مرارا للأذى من قبل أعدائه، لکنه تجاهل تلک الأفعال، وآثر طریق المغفرة والرحمة والشفقة بدلًا من الانتقام".
وأضاف أننا یجب أن نظهر قیم الرحمة والتسامح التی دعا إلیها نبى الرحمة صلوات الله وسلامه علیه وعلى آله الذی یکن له ما یزید على ملیار ونصف الملیار نسمة کل الحب والود والاحترام لأن النبى الکریم هو منارة الرحمة وینبوع الحکمة ودلیلنا إلى الکمال فی طریقنا إلى الله.
واستطرد مفتى جمهوریة مصر قائلا: "أرید أن أکون واضحًا مرة أخرى، الإسلام یرفض تمامًا التطرف والإرهاب، ولکن إذ لم نفهم العوامل والدوافع التی تلقى بالشباب فی طریق التطرف والإرهاب، ونحاول إیجاد الحلول الجذریة لعلاج هذه الظواهر فلن نستطیع أن نقضى على هذه الآفة الخطیرة التی تهدد العالم أجمع" مؤکدًا أن هؤلاء المجرمین لا یمثلون المسلمین ولا یتحدثون باسم الإسلام لأن الله سبحانه وتعالى قد عد قدسیة الحیاة والحفاظ علیها مقصدًا من مقاصد الشریعة الإسلامیة، فقال، "ولا تقتلوا أنفسکم إن الله کان بکم رحیمًا"، واعتبر أن القتل کبیرة من الکبائر وتستحق عقاب الله فی الدنیا والآخرة، یقول النبى صلى الله علیه وآله وسلم، "أول ما یقضى بین الناس یوم القیامة فی الدماء".
واستنکر مفتى جمهوریة مصر فی مقاله ردود الفعل المتسرعة فی الأخبار فور وقع أی حادث إرهابى فی أی منطقة فی العالم وإلقاء اللوم على الدین الإسلامی بسبب أفعال المتطرفین، واصفًا ذلک بأنه "لیس من العدل".
وشدد مفتى جمهوریة مصر فی ختام مقاله على أنه على العالم أن یتحد من أجل مواجهة هذا الخطر، دون تشویة لصورة المسلمین دون سبب، لأن تشویه المسلمین لا یصب فی مصلحة التعایش السلمى بین البشریة.
وقال: "نحن الیوم فی حاجة ماسة إلى أن یکون علماء الدین على درایة بواقع العالم الحدیث، ومعرفة بالتحدیات والصعوبات من حولهم من أجل خلق بیئة یمکن فیها للناس أن یتعایشوا بسلام، وهذا یتطلب جهدا مشترکا من کل أفراد المجتمع بمختلف عقائدهم وثقافاتهم وأعراقهم.