استقبل سماحة المرجع (دام ظله) سفیر جمهوریة فرنسا فی العراق مارک باریتی والوفد المرافق له، سماحته رحب خلال لقاءِه بتصریح السفیر فی إن فرنسا ذاقت وتجرعت ما مر بالعراق من هجمات إرهابیة، مشیراً فی هذا الصدد إن هذا التصریح یدعو المجتمع الدولی أن تتحول إرادته الکلامیة لفعل عملی فی محاربة الإرهاب، والتشدید على ردع الدول الراعیة للإرهاب.
وعبر سماحة المرجع عن شدید امتعاضه فی تعامل بعض الدول على التفریق فیما بین أبناء العراق، مشیراً بذلک إلى خطأ السماح بالقیام ببعض المؤتمرات الطائفیة فی فرنسا أو غیرها، سماحته عبر فی هذا الصدد إن على المجتمع الدولی أن یعلم أن عهد الإجرام الصدامی قد ولى لغیر رجعة ولابد أن لا یتعامل المجتمع الدولی مع شخوص الإجرام الصدامی، فهو انتهاک لسیادة العراق والذی مَثلت حکومته جمیع الطوائف والقومیات العراقیة.
وأکد سماحته إن المرجعیة الدینیة عملت وما زالت تعمل على أن سیادة ووحدة العراق من أهم ما تسعى إلیه، وأن تهدئة المواقف فی نکبة سامراء ـ إبان الاعتداء على حضرة الإمامین العسکریین (علیهما السلام) ـ خیر دلیل على أبوة المرجعیة الدینیة لکل العراقیین، ومن هنا على المجتمع الدولی أن یتعامل مع العراق من خلال الإطار الرسمی ودولته المرکزیة المتعددة المنتخبة، وأن لا یتعامل بتمییز یخرج عن الإطار السیادی العراقی.
وعبر سماحته عن استغرابه لسکوت المجتمع الدولی عن الجرائم الإنسانیة التی حلت وتحل بحق أبناء الشعب الیمنی المسکین، مؤکداً على ضرورة دعم الحل السیاسی، واحترام سیادة الیمن، لا أن تصب الویلات بانتهاکات خارجیة، وهنا حمل سماحته رسالة للحکومة الفرنسیة فی ضرورة أن یتحرک المجتمع الدولی لإیقاف هذه الکارثة الإنسانیة، کما وأرسل رسالة لضرورة أن تحترم فرنسا حریة الأدیان بما فیها ارتداء الحجاب، مشیراً لضرورة إعادة النظر فی هذا القرار البعید عن شعار فرنسا الدیمقراطی.
ورحب سماحة المرجع بأی جهد قائم على العلاقات المشترکة فیما بین دولة العراق ودول العالم لاسیما فرنسا، على أن تقوم بأطر رسمیة ووفق السیادة العراقیة، للارتقاء بجمیع الجوانب الاقتصادیة وتبادل خبرات محاربة الإرهاب فی العراق، فالعراق یحارب الإرهاب نیابة عن العالم، وعلى المجتمع الدولی أن یقف مع العراق بشکل عملی وجاد.
وعبر باریتی من جانبه عن امتنانه لهذه الفرصة مؤکداً نقل الرسائل التی حملها سماحة المرجع (دام ظله) لحکومته، ومشیراً إلى أن فرنسا عملت وستعمل على دعم العراق فی محاربته للإرهاب، وتبادل الخبرات فیما یهم محاربة الإرهاب، وأن فرنسا تدعم الحل السیاسی فیما یهم الشأن الیمنی.