قال ممثل المرجع الدینی آیة الله السیستانی السید احمد الصافی خلال الخطبة الثانیة لصلاة الجمعة الیوم أنه "ضرب الارهاب الداعشی مرة أخرى مناطق من العاصمة العزیزة بغداد وسقط عشرات المواطنین الابریاء ضحایا للحقد الطائفی لعناصر هذا التنظیم الارهابی وفی هذه المرة کما فی المرات السابقة لا نملک الا ان ندین هذه الجرائم الوحشیة ونترحم على الأحبة الذین أُریقت دمائهم الزکیة ظلماً وعدواناً، وندعو للجرحى والمصابین بالشفاء العاجل" مضیفا "فی الوقت نفسه ندعو الاجهزة الامنیة الى ان تطور اسالیبها ولا سیما فی المجال الاستخباراتی لتتمکن من التعامل بصورة مناسبة مع هؤلاء الارهابیین الذی یستهدفون الابریاء فی الساحات والشوارع والاسواق ونحوها".
ودعا السید الصافی " الحکومة الى ان توفر کل الدعم الممکن للمقاتلین الابطال فی القوات المسلحة وغیرهم من المتطوعین و ابناء العشائر الغیارى الذین یواجهون الارهابیین فی مختلف الجهات ویبذلون ارواحهم و دمائهم فداء للعراق وشعبه ومقدساته".
ودعا ممثل المرجعیة الدینیة العلیا من الصحن الحسینی الشریف جمیع المسؤولین دون استثناء الى ضرورة بث ثقافة استغلال الوقت وان تکون حاضرة عند الجمیع بقوله ان "ثقافة الحرص على الوقت وعدم هدره من الخطوات المهمة لإشاعة الاصلاح الوظیفی فکما ان هناک مجموعة من القوانین والنُظم تحتاج الى اعادة النظر لکونها معطِّلة لعمل بعض الدوائر او لا تتماشى مع التطلعات الحقیقیة للإصلاح کذلک لابد ان تشاع ثقافة استغلال الوقت بطریقة جیدة فإن قیمة وأهمیة أی عمل تحتاج الى وقت یتناسب مع انجازه لکننا نرى وضمن عدم المسؤولیة فی هذا الجانب تفریطاً واضحاً فی الوقت".
وتابع ان "الموظف او المسؤول لابد ان یستشعر ان کل دقیقة تمر بدون عمل جدّی فهو لا یؤدی الى تعطیل عجلة التطور فی البلد فقط بل تعد اضاعة الاوقات نحو من انحاء السرقة لأن هذا الوقت هو حق الناس والمسؤول ملزم عرفاً واخلاقاً ان یستوعب تمام الوقت المضروب له فی العمل"، مؤکدا على "ضرورة ان تکون هذه الثقافة ثقافة استغلال الوقت حاضرة عند جمیع المسؤولین لا فرق بینهم، فالشعوب تتقدم بالعمل والعمل یحصل بالاستغلال الامثل للوقت".
واضاف أن "على الاخوة المسؤولین ان یوسعّوا هذه الثقافة ویشجعوا علیها وفی الوقت نفسه تتم محاسبة المفرّط فی الوقت او الذی یصرفه فی غیر العمل الذی استؤجر من أجله"، مبینا ان "الاصلاح عبارة عن ثقافة واسعة ومنظومة مترابطة لا تقبل التفکیک والحفاظ على المال العام وجعل الرجل المناسب فی الموقع المناسب والسعی لتطویر البلد واستغلال الوقت بشکل جید حلقات مهمة للقضاء على الفساد وادامة الاصلاح".
من جانب اخر دعا ممثل المرجع السیستانی الدولة العراقیة الى تخفیف من الثقل عن کاهلها والتوجه الى فتح قنوات القطاع الخاص والاهتمام به وتسهیل قوانینه واعادة النظر بقوانین اخرى تقف حائلا فی تنشیط هذا القطاع، موضحا ان "فسح المجال امام القطاع الخاص صناعیاً او تجاریاً او زراعیاً له انعکاسات ایجابیة کبیرة على البلد اذا کان ضمن معاییر دقیقة تتلائم مع متطلبات الشعب"، مبینا أن "الحکومة لا تستطیع ان تلبی جمیع المتطلبات المشروعة للناس بسبب تفاقم بعض الازمات ولیس من الصحیح بقاء هذه المتطلبات بلا حل".
ودعا السید الصافی الدولة ان "ترعى ذلک بعنایة فائقة موفرّة بذلک فرص عمل لمجموعة کبیرة من ابنائنا الذین یعانون من البطالة ولا یجدون فرص عمل توفر لهم العیش الکریم ".
واضاف ان "القطاع الخاص یساعد الدولة على حل الکثیر من المشاکل بشرط ان یوفر له الدعم الکافی تشریعاً وتنفیذاً بجعل آلیات مناسبة لعمله لئلا یصبح منفذاً جدیداً لاستغلال المواطنین واستنزاف اموالهم ".
واختتم ممثل المرجع السیستانی بقوله "اخذ الله تعالى بأیدینا وایدیکم وایدی کل مسؤول یسعى لخدمة البلد والى الخیر وارانا فی هذا البلد کل عزة وأمن واستقرار ونصر الله کل الاخوة الذین یقاتلون دفاعاً عنه وخذل کل الذین یریدون سوءاً به انه على کل شیء قدیر".