رعى العلامة السید علی فضل الله، حفل تکریم الطلاب الناجحین فی الشهادة الرسمیة للمرحلة المتوسطة، فی "قاعة المرجع فضل الله"، فی "مدرسة رسول المحبة" فی جبیل، فی حضور النائب عباس هاشم، قائمقام جبیل نجوى سویدان فرح، القاضی الدکتور الشیخ یوسف عمرو، امام مسجد جبیل الشیخ غسان اللقیس ممثلا بنجله الشیخ احمد اللقیس، الى عدد من الفاعلیات الاجتماعیة والثقافیة والدینیة والتربویة والحزبیة والبلدیة ومخاتیر المنطقة وأهالی الطلاب.
وعبر السید فضل الله، خلال کلمته عن فخره واعتزازه "بهذه الکوکبة من الطلاب وهذا الجیل الذی یحمل المحبة عنوانا لحرکته التی أردناها أن تکون محور عملنا وجسرا للتواصل مع الآخر ولیست عنوانا للاستهلاک".
وقال: "بالعلم والأخلاق نبنی الأوطان ونحارب کل آفات التخلف والجهل ونرفع من مستوى إنساننا ونطور واقعنا، ما یجعلنا قادرین على أن نواجه کل ما یحاک ضد هذه الأمة التی یراد لها أن تبقى قابعة فی حضیض التخلف والصراعات والحروب والفتن"، مرکزا على "أهمیة أن یمتزج العلم بالأخلاق لینتج خیرا ومعرفة، وإلا سیکون مشکلة للحیاة عندما یستخدم لنشر الفوضى وإثارة الحروب ووسیلة للتسلط".
وتوجه الى المکرمین بالقول: "مسؤولیتکم أن تحافظوا على جسور المحبة والتواصل مع الآخر، وأن تزیلوا کل الحواجز والمتاریس الوهمیة التی یعمل البعض على نصبها بین أبناء هذا الوطن. فکروا دائما بمواقع اللقاء والقواسم المشترکة مع الآخر، وفکروا فی هذا الوطن الذی یجمعنا جمیعا وفی مستقبل إنسان هذا الوطن الذی بذلت التضحیات والدماء من أجله ومن أجل المحافظة علیه".
ولفت إلى أن "الحوار هو السبیل الوحید لحل کل خلافاتنا ومشاکلنا"، داعیا الطلاب إلى أن "تعیشوا إنسانیتکم فی علاقتکم مع الآخر وأن تحدقوا فی نقاط الضوء التی تمتلکها"، محذرا من "الحقد الذی لا یبنی وطنا ولا مجتمعا ولا إنسانا"، مضیفا: "علینا أن نبنی وطنا یشعر إنسانه بإنسانیته وبقیمته وکرامته، بعیدا عن الارتهان لهذا الموقع السیاسی، أو ذاک المذهب، أو تلک الدولة، وبأن الکفاءة هی المعیار فی اختیار کل الموظفین فی دوائر الدولة، وأن لا تکون المحسوبیات والوساطات والانتماءات هی المتحکمة بواقع هذا البلد".
ورأى أن "مشکلتنا فی هذا الواقع السیاسی أنه لا یتنبه إلى مدى خطورة الأحداث والتطورات التی تحصل فی محیطنا، ولا بالحرائق التی تکاد تصل إلینا، فنحن لا نزال نعیش التجاذبات والخلافات على تقاسم الحصص، بدلا من العمل على تقویة مناعة هذا البلد، لکی یستطیع أن یواجه کل هذه الأعاصیر التی تقترب منا، ما دفعنا إلى أن نحول الحوار إلى مجرد دیکور، وأن نعطل انتخاب رئیس للجمهوریة وعمل الحکومة والمجلس النیابی".
واکد انه "عندما نخرج من حساباتنا الخاصة والطائفیة والمذهبیة وأنانیاتنا وأحقادنا ونفکر فی إنسان هذا البلد وفی ما یعانیه من مشاکل اجتماعیة وبیئیة وصحیة، عندها نکون جدیرین بأن نبنی وطنا ونکون على قدر هذه المسؤولیة"، مشددا على ان "التغییر فی هذا البلد مرهون بقدرة هذا الجیل على تحمل مسؤولیته فی بناء وطن الإنسان؛ وطن العدالة والقیم"، معتبرا ان "جبیل ستبقى ضاربة فی أعماق التاریخ والحضارة ونموذجا للعیش المشترک والتلاقی والتعاون بین مختلف مکونات هذا الوطن".